< سفر أعمال الرسل 9

Listen to this chapter • 5 min
[1] أَمَّا شاول فما زالَ صَدرُه يَنفُثُ تَهديدًا وتَقتيلاً لِتَلاميذِ الرَّبّ. فقَصَدَ إِلى عَظيمِ الكَهَنَة،
[2] وطَلَب مِنه رَسائِلَ إِلى مَجامِعِ دِمَشق، حتَّى إِذا وَجَدَ أُناسًا على هٰذِه الطَّريقَة، رِجالاً ونِساء، ساقَهم موثَقينَ إِلى أُورَشَليم.
[3] وبَينَما هو سائِرٌ، وقَدِ ٱقتَرَبَ مِن دِمَشق، إِذا نورٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حَولَه،
[4] فسَقَطَ إِلى الأَرض، وسَمِعَ صَوتًا يَقولُ لَه: «شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟»
[5] فقال: «مَن أَنتَ يا ربّ؟» قال: «أَنا يسوعُ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه.
[6] ولٰكِن قُمْ فٱدخُلِ المَدينة، فيُقالَ لَكَ ما يَجِبُ علَيكَ أَن تَفعَل».
[7] وأَمَّا رُفَقاؤُه فوَقَفوا مَبْهوتين يَسمَعونَ الصَّوتَ ولا يَرَونَ أَحَدًا.
[8] فنَهَضَ شاولُ عنِ الأَرض وهُو لا يُبصِرُ شَيئًا، مع أَنَّ عَينَيهِ كانَتا مُنفَتِحَتَين. فٱقتادوه بِيَدِه ودَخَلوا به دِمَشق.
[9] فلَبِثَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَكْفوفَ البَصَر لا يأكُلُ ولا يَشرَب.
[10] وكانَ في دِمَشقَ تِلميذٌ ٱسمُه حَنَنْيا. فقالَ له الرَّبُّ في رُؤْيا: «يا حَنَنْيا!» قال: «لَبَّيكَ، يا رَبّ».
[11] فقالَ له الرَّبّ: «قُمْ فٱذهَبْ إِلى الزُّقاقِ المَعروفِ بِالزُّقاقِ المُستَقيم، وٱسأَلْ في بَيتِ يَهوذا عن شاوُلَ المُسَمَّى الطَّرَسُوسي. فهاهُوَذا يُصَلِّي،
[12] وقَد رأَى في رُؤياهُ رَجُلاً ٱسمُه حَنَنْيا يَدخُلُ ويَضَعُ يَدَيه علَيه لِيُبصِر».
[13] فأَجابَ حَنَنْيا: «يا رَبّ، سَمِعتُ بِهٰذا الرَّجُلِ مِن أُناسٍ كَثيرين كم أَساءَ إِلى قِدِّيسيكَ في أُورَشَليم.
[14] وعِندَه هٰهُنا تَفويضٌ مِن عُظَماءِ الكَهَنَةِ لِيوثِقَ كُلَّ مَن يَدعو بِٱسمِكَ».
[15] فقالَ له الرَّبّ: «إِذهَبْ فهٰذا الرَّجُلُ أَداةٌ ٱختَرتُها لكي يَكونَ مَسؤولاً عنِ ٱسْمي عِندَ الوَثَنِيِّينَ والمُلوكِ وبَني إِسرائيل
[16] فإِنِّي سأُريه ما يَجِبُ علَيه أَن يُعانِيَ مِنَ الأَلَمِ في سَبيلِ ٱسْمي».
[17] فَمَضى حَنَنْيا، فدَخَلَ البَيتَ ووَضَعَ يَدَيهِ علَيه وقال: «يا أَخي شاوُل، إِنَّ الرَّبَّ أَرسَلَني، وهو يسوعُ الَّذي تراءَى لَكَ في الطَّريقِ الَّتي قَدِمتَ مِنها، أَرسَلَني لِتُبصِرَ وتَمتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس».
[18] فتَساقَطَ عِندَئذٍ مِن عَينَيهِ مِثلُ القُشور. فأَبصَرَ وقامَ فٱعتَمَدَ،
[19] ثُمَّ تَناوَلَ طَعامًا فَعادَت إِلَيه قُواه. وأَقامَ بِضعَةَ أَيَّامٍ مع التَّلاميذِ الَّذينَ في دِمَشق.
[20] فأَخَذَ لِوَقتِه يُنادي في المَجامِعِ بِأَنَّ يسوعَ هو ٱبنُ الله.
[21] فكانَ كُلُّ مَن يَسمَعُه يَدهَشُ ويَقول: «أَلَيسَ هٰذا الَّذي كان في أُورَشَليمَ يُحاوِلُ تَدْميرَ الَّذينَ يَدْعونَ بِهٰذا الاِسم؟ أَوَما جاءَ إِلى هُنا لِيَسوقَهم مُوثَقينَ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَة؟»
[22] على أَنَّ شاوُلَ كانَ يَزدادُ قُوَّةً، ويُفحِمُ اليَهودَ المُقيمينَ في دِمَشق، مُبَيِّنًا أَنَّ يسوعَ هو المَسيح.
[23] ولَمَّا ٱنقَضَت بِضعَةُ أَيَّام تَشاوَرَ اليَهودُ لِيَغْتالوه.
[24] فٱنتَهى خَبَرُ مُؤامَرَتِهم إِلى شاوُل. فكانوا يُراقِبونَ الأَبوابَ نهارًا ولَيلاً لِيَغْتالوه،
[25] فسارَ بِه تلاميذُه لَيلاً ودَلَّوه مِنَ السُّورِ في زِنْبيل.
[26] ولمَّا وصَلَ إِلى أُورَشَليم حاولَ أَن يَنضَمَّ إِلى التَّلاميذ. فكانوا كُلُّهم يَخافونَه غَيرَ مُصَدِّقينَ أَنَّه تِلْميذ.
[27] فأَخَذَ بَرْنابا بِيَدِه وسارَ به إِلى الرُّسُل ورَوى لَهم كَيفَ رأَى الرَّبَّ في الطَّريق وكَلَّمَه الرَّبّ، وكَيفَ تَكَلَّمَ بِجُرأَةٍ بِٱسمِ يسوعَ في دِمَشق.
[28] وكانَ يَذهَبُ ويَجيءُ معَهم في أُورَشَليم يَتَكَلَّمُ بِجُرأَةٍ بِٱسمِ الرَّبّ.
[29] وكانَ يُخاطِبُ اليَهودَ الهِلِّينِيِّينَ أَيضًا ويُجادِلُهم. فحاوَلوا أَن يَغتالوه.
[30] فشَعَرَ الإِخوَةُ بِذٰلِكَ فَمَضوا بِه إِلى قَيصَرِيَّة، ثُمَّ رَحَّلوه مِنها إِلى طَرسُوس.
[31] وكانَتِ الكَنيسَةُ تَنعَمُ بِالسَّلامِ في جَميعِ اليَهودِيَّةِ والجَليلِ والسَّامِرَة. وكانَت تَنشأُ وتَسيرُ على مَخافةِ الرَّبّ، وتَنْمو بِتَأييدِ الرُّوحِ القُدُس.
[32] وكانَ بُطرُسُ يَسيرُ في كُلِّ مَكان، فنزَلَ بالقِدِّيسينَ المُقيمينَ في اللُّدّ،
[33] فلَقِيَ فيها رَجُلاً ٱسمُه أَيْنِياس يَلزَمُ الفِراشَ مُنذُ ثَماني سَنَوات، وكانَ مُقعَدًا.
[34] فقالَ له بُطرُس: «يا أَيْنِياس، أَبرَأَكَ يسوعُ المسيح، فقُمْ وأَصلِحْ فِراشَكَ بِيَدِكَ!» فقامَ مِن وَقتِه.
[35] ورآه جَميعُ سُكَّانِ اللُّدِّ وسَهْلِ الشَّارون فٱهتَدَوا إِلى الرَّبّ.
[36] وكانَ في يافا تِلميذَةٌ ٱسمُها طابيثة، أَي ظَبيَة، غَنِيَّةٌ بِالأَعمالِ الصَّالِحَةِ والصَّدَقاتِ الَّتي تُعطيها.
[37] فٱتَّفَقَ أَنَّها مَرِضَت في تِلكَ الأَيَّامِ وماتَت. فغَسَلوها ووَضَعوها في عُلِّيَّة.
[38] ولَمَّا كانَتِ اللُّدُّ قَريبَةً مِن يافا سَمِعَ التَّلاميذُ أَنَّ بُطرُسَ فيها، فأَرسَلوا إِلَيه رَجُلَينِ وناشَدوه: «لا تَتَأَخَّرْ في المَجيءِ إِلَينا».
[39] فقامَ بُطرُس ومَضى معَهما. فلَمَّا وَصَلَ صَعِدوا بِه إِلى العُلِّيَّة، فأَقبلَت علَيه جَميعُ الأَرامِلِ باكِياتٍ يُرينهُ الأَقمِصَةَ والأَردِيَةَ الَّتي صَنَعَتها ظَبيَةُ إِذ كانَت معَهُنَّ.
[40] فأَخرَجَ بُطرُسُ النَّاسَ كُلَّهم، وجَثا وصلَّى ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى الجُثْمانِ وقال: «طابيثة، قومي!» ففَتَحَت عَينَيها، فأَبصرَت بُطرُس، فجَلَسَت.
[41] فمَدَّ إِلَيها يَدَه وأَنهَضَها ثُمَّ دعا القِدِّيسينَ والأَرامِلَ فأَراهم إِيَّاها حَيَّة.
[42] فٱنتَشَر الخَبَرُ في يافا كُلِّها، فآمَنَ بِالرَّبِّ خَلْقٌ كثير.
[43] ومَكَثَ بُطرُسُ بِضعَةَ أَيَّامٍ في يافا عِندَ دَبَّاغٍ ٱسمُه سِمْعان.