< سفر أعمال الرسل 14

Listen to this chapter • 3 min
[1] وجَرى مثلُ ذٰلك في أَيقونِية، إِذ دَخَلَ بولُسُ وبَرْنابا مَجمَعَ اليَهودِ وأَخَذا يَتكَلَّمانِ كَلامًا جَعَلَ جَمْعًا كثيرًا مِنَ اليَهودِ واليونانِيِّينَ يُؤمِنون.
[2] غَيرَ أَنَّ الَّذينَ لم يُؤمِنوا مِنَ اليَهود أَثاروا الوَثَنِيِّينَ وحَمَلوهُم على أَن يُسيئوا الظَّنَّ بِالإِخوَة.
[3] ولٰكِنَّهُما مَكَثا مُدَّةً طَويلة يَتَكَلَّمانِ بِجُرأَةٍ في الرَّبّ، وهُو يَشهَدُ لِكَلِمَةِ نِعمَتِه فيَهَبُ لهُما أَن تَجرِيَ الآياتُ والأَعاجيبُ عَن أَيديهِما.
[4] فٱنقَسَمَ أَهلُ المَدينة، فمِنهُم مَن كانَ معَ اليَهود، ومِنهُم مَن كانَ مع الرَّسولَيْن.
[5] ولَمَّا أَزْمَعَ الوَثَنِيُّونَ واليَهودُ ورُؤَساؤُهم أَن يَشتِموهُما ويَرجُموهما،
[6] شَعَرا بِذٰاك فلَجآ إِلى مَدينَتَينِ مِن ليقونِية وهُما لُستَرَة ودَربَة وما جاوَرَهما
[7] فبشَّرا هُناكَ أَيضًا.
[8] وكانَ في لُستَرَة رَجُلٌ كَسيحٌ مُقعَدٌ مِن بَطْنِ أُمِّه، لم يَمشِ قَطّ.
[9] وبَينَما هو يُصغي إِلى بُولس يَتَكَلَّم، حَدَّقَ إِلَيه فرأَى فيهِ مِنَ الإِيمانِ ما يَجعَلُه يَخلُص،
[10] فقالَ له بِأَعلى صَوتِه: «قُمْ فَٱنتَصِبْ على قَدَمَيكَ!» فوَثَبَ يَمشي.
[11] فلَمَّا رَأَتِ الجُموعُ ما صَنَعَ بولُس، رَفعوا الصَّوتَ فقالوا باللُّغَةِ اللِّيقونِيَّة: «تَمَثَّلَ الآلِهَةُ بَشَرًا ونَزَلوا إِلَينا».
[12] وكانوا يَدعونَ بَرْنابا زاويشَ وبولُسَ هِرمِس، لأَنَّه كانَ يَتَوَلَّى الكَلام.
[13] فجاءَ كاهِنُ صَنَمِ زاويشَ القائمِ عِندَ مَدخَلِ المَدينة بِثيرانٍ وأَكاليلَ إِلى الأَبواب، يُريدُ تَقريبَ ذَبيحَةٍ مع الجُموع.
[14] فلمَّا بَلَغَ الخَبَرُ الرَّسولَينِ بَرْنابا وبولُسَ، مَزَّقا رِدائَيهِما وَبادَرا إِلى الجَمعِ يَصيحانِ
[15] فيَقولان: «أَيُّها النَّاس، لِماذا تَفعَلونَ هٰذا؟ نَحنُ أَيضًا بَشَرٌ ضُعَفاءُ مِثلَكُم نُبَشِّرُكم بأَن تَترُكوا هٰذه الأَباطيل وتَهتَدوا إِلى اللهِ الحَيِّ الَّذي صَنَعَ السَّماءَ والأَرضَ والبَحرَ وكُلَّ شَيءٍ فيها.
[16] تَرَكَ الأُمَمَ جَميعًا في العُصورِ الخالِيَةِ تَسلُكُ سُبُلَها،
[17] على أَنَّه لم يفُتْهُ أَن يُؤَدِّيَ الشَّهادَةَ لِنَفسِه بِما يَعمَلُ مِنَ الخَير. فقَد رَزَقَكُم مِنَ السَّماءِ الأَمطارَ والفُصولَ المُخصِبَة، وأَشبَعَ قُلوبَكم قُوتًا وهَناءً».
[18] وبالرُّغمِ مِن هٰذا الكَلام، لم يَستَطيعا إِلاَّ بِمَشَقَّةٍ أَن يَصرِفا الجَمعَ عن تَقْريبِ ذَبيحةٍ لَهُما.
[19] ثُمَّ جاءَ بَعضُ اليَهودِ مِن أَنطاكِيَةَ وأَيقونِية. فَٱستَمالوا الجُموعَ فَرَجَموا بولُس وجَرُّوه إِلى خارِجِ المَدينَة يَظُنُّونَ أَنَّه مات.
[20] ولَمَّا التَفَّ التَّلاميذُ علَيه، قامَ فدَخَلَ المَدينة، ومَضى في الغَدِ مع بَرْنابا إِلى دَربَة.
[21] فبَشَّرا تِلكَ المَدينة وتَلمَذا خَلْقًا كثيرًا، ثُمَّ رَجَعا إِلى لُستَرَة فَأَيقونِيَة فأَنطاكِية
[22] يُشَدِّدانِ عَزائِمَ التَّلاميذ، ويَحُثَّانِهِم على الثَّباتِ في الإِيمان ويَقولانِ لَهم: «يَجِبُ علَينا أَن نَجتازَ مَضايِقَ كَثيرة لِنَدخُلَ مَلَكوتَ الله».
[23] فعَيَّنا شُيوخًا في كُلِّ كَنيسةٍ وصَلَّيا وصاما، ثُمَّ ٱستَودَعاهُمُ الرَّبَّ الَّذي آمَنوا به.
[24] فٱجتازا بِسيدِيَة وجاءَا بَمْفيليَة،
[25] وبَشَّرا بِكَلِمَةِ اللهِ في بَرجَة، وٱنحَدَرا إِلى أَطَّالِيَة
[26] وأَبْحَرا مِنها إلى أَنطاكِيَة الَّتي كانا قدِ ٱنطَلَقا مِنها، مَوكولَينِ إِلى نِعمَةِ اللهِ مِن أَجلِ العَمَلِ الَّذي قاما به.
[27] فجَمَعا الكَنيسَةَ عِندَ وُصولِهما، وأَخبرا بِكُلِّ ما أَجرى اللهُ مَعَهُما وكَيفَ فَتَحَ بابَ الإِيمانِ لِلوَثَنِيِّين.
[28] ثُمَّ مَكَثا مُدَّةً غَيرَ قَليلةٍ مع التَّلاميذ.