< سفر أعمال الرسل 11

Listen to this chapter • 3 min
[1] وسَمِعَ الرُّسُلُ والإِخوَةُ في اليَهودِيَّةِ أَنَّ الوَثَّنِيِّينَ هُم أَيضًا قَبِلوا كَلِمَةَ الله.
[2] فلَمَّا صَعِدَ بُطرُسُ إِلى أُورَشَليم، أَخَذَ المَختونونَ يُخاصِمونَه
[3] قالوا: «لقَد دَخَلتَ إِلى أُناسٍ قُلْفٍ وأَكَلتَ معَهم»
[4] فشرَعَ بُطرُسُ يَعرِضُ لَهُمُ الأَمرَ عَرضًا مُفَصَّلاً قال:
[5] «كُنتُ أُصَلِّي في مَدينَةِ يافا. فأَصابَني جَذبٌ فرَأَيتُ رُؤيا، فإِذا وِعاءٌ هابِطٌ كَسِماطٍ عَظيمٍ يَتَدَلَّى مِنَ السَّماءِ بِأَطرافِه الأَربَعَة حتَّى ٱنتَهى إِلَيَّ.
[6] وحَدَّقتُ إِلَيه وأَمعَنتُ النَّظَرَ فيه فرَأَيتُ ذَواتِ الأَربَعِ الَّتي في الأَرض والوُحوشَ والزَّحَّافاتِ وطُيورَ السَّماء.
[7] وسَمِعْتُ صَوتًا يقول لي: قُمْ، يا بُطرُس، فَٱذبَحْ وكُلْ.
[8] فقُلتُ: حاشَ لي يا رَبّ، لم يَدخُلْ فَمي قَطُّ نَجِسٌ أَو دَنِس.
[9] فعادَ صَوتٌ مِنَ السَّماءِ فقال ثانِيًا: ما طَهَّرَه الله لا تُنَجِّسْهُ أَنتَ.
[10] وحَدَثَ ذٰلك ثَلاثَ مَرَّات، ثُمَّ رُفِعَ كُلُّه إِلى السَّماء.
[11] وإِذا ثَلاثَةُ رِجالٍ قد وقَفوا في الوَقْتِ نَفْسِه بِبابِ البَيتِ الَّذي كُنَّا فيه، وكانوا مُرسَلينَ إِلَيَّ مِن قَيصَرِيَّة.
[12] فأَمَرَني الرُّوحُ أَن أَذهَبَ معَهم غَيرَ مُتَردِّد. فرافَقَني هٰؤُلاءِ الإِخوَةُ السِّتَّة، فدَخَلْنا بَيتَ الرَّجُل،
[13] فأَخبَرَنا كَيفَ رأَى المَلاكَ يَمثُلُ في بَيتِه ويَقولُ له: أَرسِلْ إِلى يافا، وٱدْعُ سِمْعانَ المُلَقَّبَ بُطرُس،
[14] فهُو يَرْوي لَكَ أُمورًا تَنالُ بها الخَلاصَ أَنتَ وجَميعُ أَهلِ بَيتِكَ.
[15] فما إِن شَرَعتُ أَتَكَلَّم حَتَّى نَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهم كما نَزَلَ علَينا في البَدْء.
[16] فتَذكَّرتُ كَلِمَةَ الرَّبِّ إِذ قالَ: إِنَّ يوحَنَّا عَمَّدَ بالماء، وأَمَّا أَنتُم فستُعَمَّدونَ في الرُّوحِ القُدُس.
[17] فإِذا كانَ اللهُ قد وَهَبَ لَهم مِثلَ ما وهَبَ لَنا، لأَنَّنا آمنَّا بِالرَّبِّ يسوعَ المَسيح، هَل كانَ في إِمْكاني أَنا أَن أَمنَعَ الله؟».
[18] فلَمَّا سَمِعوا ذٰلك، هَدَأُوا ومَجَّدوا اللهَ وقالوا: «قد وَهَبَ اللهُ إِذًا لِلوَثَنِيِّينَ أَيضًا التَّوبَةَ الَّتي تُؤَدِّي إِلى الحَياة».
[19] وأَمَّا الَّذينَ تَشَتَّتوا بِسَبَبِ الضِّيقِ الَّذي وَقَعَ بِشَأْنِ إِسطِفانُس، فإِنَّهُمُ ٱنتَقَلوا إِلى فِينيقيةَ وقُبرُسَ وأَنطاكية، لا يُكَلِّمونَ أَحَدًا بِكَلِمَةِ اللهِ إِلاَّ اليَهود.
[20] غَيرَ أَنَّه كانَ مِنهم قُبرُسِيُّونَ وقيرِينيُّون، فلَمَّا قَدِموا أَنطاكِيَة، أَخَذوا يُكَلِّمونَ اليونانِيِّينَ أَيضًا ويُبَشِّرونَهم بِالرَّبِّ يسوع.
[21] وكانت يَدُ الرَّبِّ معَهم فآمَن منهُم عَدَدٌ كثير فَٱهتَدَوا إِلى الرَّبّ.
[22] فبَلَغَ خَبَرُهم مَسامِعَ الكَنيسَةِ الَّتي في أُورَشَليم، فأَوفَدوا بَرنابا إِلى أَنطاكِيَة،
[23] فلَمَّا وَصَلَ ورأَى نِعمَةَ الله، فَرِحَ وحَثَّهم جَميعًا على التَّمَسُّكِ بِالرَّبِّ مِن صَميمِ القَلْب،
[24] لأَنَّه كانَ رَجُلاً صالِحًا، مُمتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ والإِيمان. فٱنضمَّ إِلى الرَّبِّ خَلْقٌ كَثير.
[25] فمَضى إِلى طَرَسُوسَ يَبحَثُ عن شاوُل،
[26] فلَمَّا وَجَدَه جاءَ بِه إِلى أَنطاكِية، فأَقاما سَنةً كامِلَةً يَعمَلانِ مَعًا في هٰذِه الكَنيسَة ويُعَلِّمانِ خَلقًا كثيرًا. وفي أَنطاكِيةَ سُمِّيَ التَّلاميذُ أَوَّلَ مَرَّةٍ مَسيحِيِّين.
[27] وفي تِلكَ الأَيَّامِ نَزَلَ بَعضُ الأَنبِياءِ من أُورَشَليمَ إِلى أَنطاكِيَة.
[28] فقامَ أَحَدُهم، وٱسمُه أَغابُس، فأَخبَرَ بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوح أَن ستَكونُ مَجاعَةٌ شَديدةٌ في المَعمورِ كُلِّه، وهِي الَّتي حَدَثَت في أَيَّامِ قُلُودِيوس.
[29] فعَزَمَ التَّلاميذُ أَن يُرسِلوا ما يَتَيَسَّرُ عِندَ كُلٍّ مِنهُم، إِسعافًا لِلإِخوَةِ المُقيمينَ في اليَهودِيَّة.
[30] وفعَلوا ذٰلكَ فأَرسَلوا مَعونَتَهم إِلى الشُّيوخِ بِأَيدي بَرْنابا وشاوُل.