< سفر صموئيل الثاني 22

Listen to this chapter • 4 min
[1] وكَلَّمَ داوُدُ الرَّبَّ بِكَلامِ هٰذا النَّشيدِ يَومَ أَنقَذَه الرَّبُّ مِن يَدِ جَميعِ أَعْدائِه ومِن يَدِ شاوُل،
[2] فقال: «الرَّبُّ صَخرَتي وحِصْني ومُنقِذي.
[3] إِلٰهي الصَّخرُ بِه أَعتَصِم، تُرْسي وقُوَّةُ خَلاصي ومَلْجإي.
[4] أَدْعو الرَّبَّ سُبْحانَه، فأَنْجو مِن أَعْدائي.
[5] أَمْواجُ المَوتِ غَمَرَتني، وسُيولُ بِليعالَ رَوَّعَتني،
[6] وحَبائِلُ مَثْوى الأَمواتِ حاطتني، وشِباكُ المَوتِ ٱستَبَقَتني.
[7] في ضيقي الرَّبَّ دَعَوتُ، وإِلَيه إِلٰهي صَرَختُ، فسَمِع صَوتي مِن هَيكَلِه، وبَلَغَ صُراخي مِسمَعَيه.
[8] تَزعزَعَتِ الأَرضُ وتَزَلزَلَت، وأُسُسُ السَّمَواتِ ٱرتَعَدَت، ومِن غَضَبِه ٱرتَجَّت.
[9] دُخانٌ صَعِدَ مِن أَنفِه، ونارٌ آكِلَةٌ مِن فَمِه، وجَمرٌ ٱتَّقَدَ مِنه.
[10] حَنى السَّمَواتِ ونَزَل، والغَيمُ المُظلِمُ تَحتَ قَدَمَيه.
[11] رَكِبَ على كَروبٍ وطار، وظَهَرَ على أَجنِحَةِ الرِّياح.
[12] جَعَلَ الظَّلامَ حَولَه، وخَيمَتُه كُتلَةُ مِياهٍ وغَمامٌ على غَمام.
[13] أَمامَ بَهائِه ٱتَّقَدَ جَمرُ نار.
[14] أَرعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّماء، وأَطلَقَ العَلِيُّ صَوتَه.
[15] أَرسَلَ سِهامَه فبَدَّدَهم، والبُروقَ فهَزَمَهم.
[16] أَعْماقُ البَحرِ ٱنكَشَفَت، وأُسُسُ الكَونِ ٱنجَلَت لِصَوتِ وَعيدِ الرَّبِّ، لِهُبوبِ ريحِ أَنفِه.
[17] يُرسِلُ مِن عَلْيائِه فيَأخُذُني، ومِنَ البِحارِ يَنتَشِلُني.
[18] مِن عَدُوِّي الجَبَّارِ يُنقِذُني، مِن مُبغِضِيَّ لأَنَّهم أَقْوى مِنِّي.
[19] في يَومِ بَلِيَّتي دَهَموني، فكانَ الرَّبُّ سَنَدي.
[20] إِلى الرُّحبِ أَخرَجَني، ولأَنَّه يُحِبُّني خَلَّصَني.
[21] الرَّبُّ بِحَسَبِ بِرِّي كافَأَني، وبِطَهارَةِ يَدَيَّ أَثَابَني.
[22] لأَنِّي حَفِظتُ طُرُقَ رَبِّي، ولَم أَصنَعْ شَرًّا بَعيدًا عن إِلٰهي.
[23] ولأَنَّ أَحْكامَه كُلَّها أَمامي، وفَرائِضَه لم أُبعِدْها عَنِّي.
[24] بل كُنتُ معَه كامِلًا، ومِنَ الإِثْمِ صُنتُ نَفْسي.
[25] الرَّبُّ بِحَسَبِ بِرِّي كافَأَني، وطَهارَتي أَمامَ عَينَيه.
[26] مع الصَّفِيِّ تَكونُ صَفِيًّا، ومعَ الكامِلِ تَكونُ كامِلًا.
[27] مع الطَّاهِرِ تَكونُ طاهِرًا، ومع المُعوَجِّ تَكونُ مُلتَوِيًا،
[28] لأَنَّكَ تُخَلِّصُ الشَّعبَ البائِس، وعَيناكَ على المُتَرفِّعينَ فتَضَعُهم.
[29] لأَنَّكَ أَنتَ يا رَبُّ سِراجي، والرَّبُّ يُنيرُ ظَلامي،
[30] فإِنِّي بِكَ أَقتَحِمُ الحُصون، وبإِلٰهي أَتَسَلَّقُ الأَسْوار.
[31] اللهُ طَريقُه كامِل، وقَولُ الرَّبِّ مُمَحَّص. هو تُرسٌ لِكُلِّ مَن بِه يَعتَصِم.
[32] فمَن إِلٰهٌ غَيرُ رَبِّنا، ومَن صَخرَةٌ سِوى إِلٰهِنا؟
[33] اللهُ عِزِّي وبَأسي، يَجعلُ كامِلًا سَبيلي.
[34] يَجعَلُ كالأَيِّلِ رِجلَيَّ، وعلى المَشارِفِ يُقيمُني.
[35] يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتال، وذِراعَيَّ شَدَّ قَوسِ النُّحاس.
[36] تُرسَ خَلاصِكَ تُعْطيني، وٱستِجابَتُكَ تُعَظِّمُني.
[37] تُوَسِّعُ خَطَواتي تَحْتي ولم يتَزَعزَعْ قَدَمايَ.
[38] أُطارِدُ أَعْدائي فأُدِمِّرُهم، ولا أَعودُ حتَّى أُفنِيَهم.
[39] أُفْنيهم وأُحَطِّمُهم فلا يَقومون، وتَحتَ قَدَمَيَّ يَسقُطون.
[40] تُسَربِلُني بِالقُوَّةِ لِلقِتال، وتَصرَعُ مُناهِضِيَّ تَحتَ قَدَمَيَّ.
[41] وَلَّيتَني ظُهورَ أَعْدائي، وأَمَّا مُبغِضِيَّ فإنِّي أُبيدُهم.
[42] يَصرُخونَ ولا مُنقِذَ إِلى الرَّبِّ ولا يَستَجيبُ لَهم.
[43] كالغُبارِ في مَهَبِّ الرِّيحِ أَسحَقُهم، وكما يُداسُ وَحلُ الطُّرُقاتِ أَدوسُهم.
[44] مِن مُخاصَماتِ شَعْبي تُنَجِّيني، ورَأسًا على الأُمَمِ تُقيمُني. شَعبٌ لم أَعرِفْه يَخدُمُني.
[45] بَنو الغُرَباءِ يَتَمَلَّقونَ لي، حالَما يَسمَعونَني يُطيعونَني.
[46] بَنو الغُرَباءِ يَخورون، ومِن حُصونِهم مُرتَعِدينَ يَخرُجون.
[47] حَيٌّ الرَّبُّ وتَبارَكَ صَخرَتي، وتَعالى اللهُ صَخرَةُ خَلاصي.
[48] اللهُ الَّذي يُتيحُ لِيَ الإِنتِقام، ويُخضِعُ لِيَ الشُّعوب،
[49] مِن بَينِ أَعْدائي يُخرِجُني، فَوقَ المُعتَدينَ علَيَّ تَرفَعُني، ومِن رَجُلِ العُنفِ تُنقِذُني.
[50] يا رَبُّ بَينَ الأُمَمِ لِذا أَحمَدُكَ، وأَعزِفُ لِٱسمِكَ.
[51] يُكثِرُ مِنَ الخَلاصِ لِمَليكِه، ويَصنَعُ رَحمَةً لِمسيحِه، لِداوُدَ ولِنَسلِه لِلأَبَد».