< سفر صموئيل الثاني 1

Listen to this chapter • 3 min
[1] وكانَ بَعدَ مَوتِ شاوُلَ أَنَّ داوُدَ رَجَعَ مِن ضَربِ العَمالِقَة، فمَكَثَ يَومَينِ في صِقْلاج.
[2] ولَمَّا كانَ اليَومُ الثالِث، إِذا بِرَجُلٍ قد أَقبَلَ مِنَ المُعَسكَرِ مِن عِندِ شاوُل، وثِيابُه مُمَزَّقَةٌ وعلى رَأسِه تُراب. فلَمَّا وَصَلَ إِلى داوُد، اِرْتمى على الأَرضِ وسَجَدَ لَه.
[3] فقالَ لَه داوُد: «مِن أَينَ أَقبَلتَ؟» قال: «نَجَوتُ بِنَفْسي مِن مُعَسكَرِ إِسْرائيل».
[4] فقالَ لَه داوُد: «ما الخَبَر؟ أَعلِمْني». قال: «إِنهَزَمَ الشَّعبُ مِنَ القِتال، وسَقَطَ مِنَ الشَّعبِ كَثيرونَ وماتوا، وشاوُلُ ويوناتانُ ٱبنُه قد ماتا أَيضًا».
[5] فقالَ داوُدُ لِلفَتى الَّذي أَخبَرَه: «كَيفَ عَرَفتَ أَنَّه قد ماتَ شاوُلُ ويوناتانُ ٱبنُه؟»
[6] فقالَ لَه الفَتى الَّذي أَخبَرَه: «إِتَّفَقَ لي أَن كُنتُ في جَبَلِ الجِلْبوع، فإِذا شاوُلُ مُتَّكِئٌ على رُمحِه، والمَركَباتُ والفُرْسانُ يَجِدُّونَ في إِثرِه.
[7] فٱلتَفَتَ وَراءَه فرَآني وناداني، فقُلتُ: هاءَنَذا.
[8] فقالَ لي: مَن أَنتَ؟ فقُلتُ لَه: عماليقيّ.
[9] فقالَ لي: إِنهَضْ علَيَّ فٱقتُلْني، فقَد أَخَذَني الدُّوار، معَ أَنَّ نَفْسي لم تَزَلْ فِيَّ.
[10] فنَهَضتُ علَيه فقَتَلتُه، لأَنِّي عَلِمتُ أَنَّه لا يَحْيا بَعدَ سُقوطِه. وأَخَذتُ التَّاجَ الَّذي على رَأسِه والسِّوارَ الَّذي في ساعِدِه، فأَتَيتُ بِهما إِلى سَيِّدي هٰهُنا».
[11] فأَمسَكَ داوُدُ ثِيابَه ومَزَّقَها، وكذا جَميعُ الرِّجالِ الَّذينَ معه.
[12] وناحوا وبَكَوا وصاموا إِلى المساءِ على شاوُلَ ويوناتانَ ٱبنِه وعلى شعبِ الرَّبِّ وبَيتِ إِسْرائيل، لأَنَّهم سَقَطوا بِالسَّيف.
[13] ثُمَّ قالَ داوُدُ لِلفَتى الَّذي أَخبَرَه: «مِن أَينَ أَنتَ؟» فقالَ لَه: «أَنا ٱبنُ رَجُلٍ نَزيلٍ عَماليقيّ».
[14] فقالَ لَه داوُد: «كَيفَ لم تَهَبْ أَن تَمُدَّ يَدَكَ لِتُهلِكَ مَسيحَ الرَّبّ؟»
[15] ودعا داوُدُ واحِدًا مِنَ الفِتْيانِ وقال: «تَقَدَّمْ فأَوقِعْ بِه». فضَرَبَه فمات.
[16] فقالَ لَه داوُد: «دَمُكَ على رَأسِكَ، لأَنَّ فَمَكَ شَهِدَ علَيكَ، إِذ قُلتَ: إِنِّي قَتَلتُ مَسيحَ الرَّبّ».
[17] ورَثَى داوُدُ شاوُلَ ويوناتانَ ٱبنَه بِقَصيدَةِ الرِّثاءِ هٰذه.
[18] وأَمَرَ بِأَن تُعَلَّمَ لِبَني يَهوذا. هي قَصيدةُ القَوسِ المَكْتوبةُ في سِفرِ المُستَقيم.
[19] بَهاءُ إِسْرائيلَ قَتيلٌ على رَوابيكَ، كَيفَ سَقَطَتِ الأَبْطال؟
[20] في جَتَّ لا تُخبِروا، وفي أَسْواقِ أَشْقَلونَ لا تُبَشِّروا، لِئَلاَّ تَفرَحَ بَناتُ الفَلِسطينِيِّين، وتَبتَهِجَ بَناتُ القُلْف.
[21] يا جِبالَ الجِلْبوعِ لا يَكُنْ علَيْكم نَدًى، ولا مَطَرٌ ولا حُقولٌ خَصيبة، لأَنَّ هُناكَ تَلَطَّخَ تُرسُ الأَبطال، تُرسُ شاوُلَ لَم يُمسَحْ بِدُهنٍ،
[22] بل بِدَمِ القَتْلى وشَحمِ الأَبْطال. قَوسُ يوناتانَ لم يَرجِعْ إِلى الوَراء، وسَيفُ شاوُلَ لم يَرتَدَّ خائِبًا.
[23] شاوُلُ ويوناتانُ مَحْبوبانِ عَزيزان، في حَياتِهما وفي مَماتِهما لم يَفتَرِقا. أَسرَعُ مِنَ العِقْبانِ وأَشَدُّ مِنَ الأُسود.
[24] يا بَناتِ إِسْرائيل، إِبْكينَ على شاوُل. كانَ يَكْسوكُنَّ القِرمِزَ زينَةً، وبِحُلِيِّ الذَّهَبِ يَزيدُ ثِيابَكُنَّ بَهاءً.
[25] كيفَ سَقَطَتِ الأَبطالُ في وَسَطِ القِتال؟ يوناتانُ قَتيلٌ على رَوابيكَ.
[26] قد ضاقَ صَدْري علَيكَ، يا أَخي يوناتان، لقَد كُنتَ عَزيزًا علَيَّ جِدًّا، وكانَ حُبُّكَ عِندي أَعجَبَ مِن حُبِّ النِّساء.
[27] كَيفَ سَقَطَتِ الأَبْطال، وبادَت آلاتُ الحَرْب؟