< سفر الملوك الثاني 2

Listen to this chapter • 4 min
[1] وقَبلَ أَن يَرفَعَ الرَّبُّ إِيلِيَّا في العاصِفَةِ نَحوَ السَّماء، ذَهَبَ إيلِيَّا مع أَليشاعَ مِنَ الجِلْجال.
[2] فقالَ إِيلِيَّا لأَليشاع: «أُمكُثْ هٰهُنا، فإِنَّ الرَّبَّ قد أَرسَلَني إِلى بَيتَ إِيل». فقالَ أَليشاع: «حَيٌّ الرَّبُّ وحَيَّةٌ نَفسُكَ! إِنِّي لا أُفارِقُكَ». ونَزَلا إِلى بَيتَ إِيل.
[3] فخَرَجَ بَنو الأَنبِياءِ الَّذينَ في بَيتَ إِيلَ إِلى أَليشاعَ وقالوا لَه: «هَل عَلِمتَ أَنَّ الرَّبَّ في هٰذا اليَومِ يَأخُذُ سَيِّدَكَ مِن فَوقِ رَأسِكَ؟» فقال: «نَعَم، قد عَلِمتُ أَنا أَيضًا، فٱسكُتوا».
[4] ثُمَّ قالَ لَه إِيلِيَّا: «يا أَليشاع، أُمكُثْ هٰهُنا، فإِنَّ الرَّبَّ قد أَرسَلَني إِلى أَريحا». فقال: «حَيٌّ الرَّبُّ وحَيَّةٌ نَفسُكَ! إِنِّي لا أُفارِقُكَ». ووَصَلا إِلى أَريحا.
[5] فتَقَدَّمَ بَنو الأَنبِياءِ الَّذينَ في أَريحا إِلى أَليشاعَ وقالوا لَه: «هل عَلِمتَ أَنَّ الرَّبَّ في هٰذا اليَومِ يَأخُذُ سَيِّدَكَ مِن فَوْقِ رأسِكَ؟» فقال: «نَعَم، قد عَلِمتُ أَنا أَيضئا، فٱسكُتوا».
[6] ثُمَّ قالَ لَه إِيلِيَّا: «أُمكُثْ هٰهُنا، فإِنَّ الرَّبَّ قد أَرسَلني إِلى الأُردُنّ». فقال: «حَيٌّ الرَّبُّ وحَيَّةٌ نَفسُكَ! إِنِّي لا أُفارِقُكَ». وذَهَبا كِلاهما معًا.
[7] فذَهَبَ خَمْسونَ رَجُلًا مِن بَني الأَنبِياءِ ووَقَفوا تُجاهَهما عن بُعْد، ووَقَفا هُما بِجانِبِ الأُردُنّ.
[8] فأَخَذَ إِيلِيَّا رِداءَه ولَفَّه وضَرَبَ بِه المِياه، فٱنفَلَقَت إِلى هُنا وهُناك، وعَبَرا كِلاهُما على اليَبَس.
[9] فلَمَّا عَبَرا، قالَ إِيلِيَّا لأَليشاع: «سَلْني ماذا أَصنَعُ لَكَ، قَبلَ أَن أُوخَذَ عنكَ» فقالَ أَليشاع: «لِيَكُنْ لي نَصيبُ ٱثنَينِ مِن روحِكَ علَيَّ».
[10] قال: «قد سأَلتَ أَمرًا عَسيرًا: إِن أَنتَ رَأَيتَني عِندَما أُوخَذُ مِن عِندِكَ، يَكونُ لَكَ ذٰلك، وإِلاَّ فلا».
[11] وفيما كانا سائِرَين، وهُما يَتَحادثان، إِذا مَركَبَةٌ نارِيَّةٌ وخَيلٌ نارِيَّةٌ قد فَصَلَت بَينَهما. وصَعِدَ إِيلِيَّا في العاصِفَةِ نَحوَ السَّماء،
[12] وأَليشاعُ ناظِرٌ وهو يَصرُخ: «يا أَبي، يا أَبي، يا مَركَبَةَ إِسْرائيلَ وفُرْسانَه!». ثُمَّ لم يَعُدْ يَراه. فأَمسَكَ ثِيابَه وشَقَّها شَطرَين.
[13] ورَفَعَ رِداءَ إيلِيَّا الَّذي كانَ قد سَقَطَ عنه، ورَجَعَ فوَقَفَ على شاطِئِ الأُردُنّ.
[14] وأَخَذَ رِداءَ إِيلِيَّا الَّذي كانَ قد سَقَطَ عَنه وضَرَبَ بِه المِياهَ وقال: «أَينَ الرَّبُّ، إِلٰهُ إِيلِيَّا، هو أَيضًا؟» وعادَ فَضَرَبَ المِياهَ فٱنفَلَقَت إِلى هُنا وهُناك، وعَبَرَ أَليشاع.
[15] ورَآه بَنو الأَنبِياءِ الَّذينَ في أَريحا تُجاهَه، فقالوا: «قد حَلَّت روحُ إِيلِيَّا على أَليشاع». وأَتَوا لِلِقائِه وسَجَدوا لَه إِلى الأَرْض،
[16] وقالوا لَه: «هُوَذا مع عَبيدِكَ خَمْسونَ رَجُلًا ذَوو بَأس، يَمْضونَ ويَبحَثونَ عن سَيِّدَكَ، فعَسى أَن يَكونَ روحُ الرَّبِّ قد حَمَلَه وطَرَحَه على أَحَدِ الجِبالِ أَو في أَحَدِ الأَودِيَة». فقال: «لا تُرسِلوا أَحَدًا».
[17] فأَلحُّوا علَيه جِدًّا حتَّى قالَ لَهم: «أَرسِلوا»، فأَرسَلوا خَمْسينَ رَجُلًا، فبَحَثوا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فلَم يَجِدوه.
[18] فرَجَعوا إِلَيه وهو مُقيمٌ في أَريحا. فقالَ لَهم: «أَلَم أَقُلْ لَكم: لا تَمْضوا؟».
[19] وقالَ أَهلُ المَدينةِ لأَليشاع: «إِنَّ مَوقِعَ المَدينةِ حَسَنٌ، كما يَرى سَيِّدي، إِلاَّ أَنَّ ماءَها رَديءٌ والأَرضَ مُجدِبة».
[20] فقال: «إِئْتوني بِقَصعَةٍ جَديدة، وٱجعَلوا فيها مِلْحًا». فجاؤُوه بِذٰلك.
[21] فذَهَبَ إِلى مَنبَعِ الماء وطَرَحَ فيه مِلْحًا وقال: «هٰكذا قالَ الرَّبّ: إِنِّي قد شَفَيتُ هٰذه المِياه، فلا يَكونُ مِنها بَعدَ اليَومِ مَوتٌ ولا جَدْب».
[22] فشُفِيَتِ المِياهُ إِلى هٰذا اليَوم، على حَسَبِ كَلامِ أَليشاعَ الَّذي تَكَلَّمَ بِه.
[23] وصَعِدَ مِن هُناكَ إِلى بَيتَ إِيل، فبَينَما هو صاعِدٌ في الطَّريق، إِذا بِصِبْيانٍ صِغارٍ خارِجونَ مِنَ المَدينة، فهَزأُوا بِه وقالوا لَه: «إِصعَدْ يا أَصلَع، إِصعَدْ يا أَصلَع».
[24] فٱلتَفَتَ إِلى وَرائِه ورَآهم ولَعَنَهم بِٱسمِ الرَّبّ. فخَرَجَت دُبَّتانِ مِنَ الغابِ وٱفتَرَسَتا مِنهمُ ٱثنَينِ وأَربَعينَ صَبيًّا.
[25] ثُمَّ مَضى مِن هُناكَ إِلى جَبَلِ الكَرمَل، ومِن هُناكَ رَجَعَ إِلى السَّامِرة.