< رسالة كورنثوس الثانية 8

Listen to this chapter • 3 min
[1] نُخبِرُكُم، أَيُّها الإِخوَة، بِنِعمَةِ اللهِ الَّتي مَنَّ بِها على كَنائِسِ مَقْدونِيَة.
[2] فإِنَّهُم، معَ كَثْرَةِ الشَّدائِدِ الَّتي ٱمتُحِنوا بِها، قد فاضَ فَرَحُهمُ العَظيم وفَقْرُهمُ الشَّديد بِكُنوزٍ مِنَ السَّخاء.
[3] وأَشهَدُ أَنَّهُم على قَدْرِ طاقَتِهِم، بل فَوقَ طاقَتِهِم،
[4] بِدافِعٍ مِن أَنْفُسِهِم سَأَلونا مُلِحِّينَ أَن نَمُنَّ علَيهِم بِالاِشتِراكِ في هٰذه الخِدمَةِ لِلقِدِّيسين.
[5] فتَجاوَزوا ما كُنَّا نَرْجوه، فوَهَبوا أَنفُسَهُم لِلرَّبِّ أَوَّلاً، ثُمَّ لَنا بِمَشيئَةِ الله.
[6] فسَأَلْنا طيطُس أَن يُتِمَّ عِندَكُم عَمَلَ الإِحسانِ كَما ابتَدَأَ بِه مِن قَبْلُ.
[7] وكَما يَفيضُ عِندَكُم كُلُّ شَيء: الإِيمانُ والبَلاغَة والمَعرِفَةُ والحَمِيَّةُ لِكُلِّ شَيء وما أَفَدْناكُم بِه مِنَ المَحبَّة، فلْيَفِضْ كذٰلِك عِندَكم عَمَلُ الإِحسانِ هٰذا.
[8] ولا أَقولُ ذٰلِك على سَبيلِ الأَمْر، ولٰكِنِّي أَتَّخِذُ مِن حَمِيَّةِ سِواكُم وَسيلَةً لِٱمتِحانِ صِدْقِ محبَّتِكُم.
[9] فأَنتُم تَعلَمونَ جُودَ رَبِّنا يسوعَ المسيح: فقَدِ ٱفتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه.
[10] فهٰذا رَأيٌ أُبْدِيهِ في هٰذا الأَمْر، وهٰذا يَصلُحُ لَكم. فلَم يَقتَصِرِ الأَمرُ على أَنَّكم كُنتُم أَوَّلَ مَن قامَ بِالعَمَل، بل كُنتُم أَوَّلَ مَن عَزَمَ علَيه مُنذُ العامِ الماضي.
[11] أَمَّا الآن فأَتِمُّوا العَمَلَ لِيَكونَ الإِتْمامُ على قَدْرِ طاقَتِكم ووَفقًا لِشِدَّةِ الرَّغبَة،
[12] لأَنَّه مَتى وُجِدَتِ الرَّغبَة، لَقِيَ المَرءُ قَبولاً حَسَنًا على قَدْرِ ما عِندَه، لا على قَدْرِ ما لَيسَ عِندَه
[13] فلَيسَ المُرادُ أَن يَكونَ الآخَرونَ في يُسْرٍ وتَكونوا أَنتُم في عُسْر، بَلِ المُرادُ هو المُساواة.
[14] فإِذا سَدَّت في الوَقتِ الحاضِرِ سَعَتُكُم ما بِهِم مِن عَوَز، سَدَّت سَعَتُهُم عَوَزَكُم في المُستَقبَل، فحَصَلَتِ المُساواة،
[15] كَما وَرَدَ في الكِتاب: «المُكْثِرُ لم يَفْضُلْ عَنه والمُقِلُّ لم يَنْقُصْه شَيء».
[16] الشُّكرُ للهِ الَّذي جَعَلَ في قَلْبِ طيطُسَ هٰذه الحَميَّةَ لَكم،
[17] فقد لَبَّى دَعوَتي، بل ذَهَبَ إِليكُم بِدافِعٍ مِن نَفْسِه لِشِدَّةِ ٱهتِمامِه.
[18] وبَعَثْنا معَه بِالأَخِ الَّذي تُثْني علَيه الكَنائِسُ كُلُّها فيما يَعودُ إِلى البِشارة.
[19] ولا يَقتَصِرُ الأُمرُ على ذٰلك، بل إِنَّ الكَنائِسَ ٱختارَته رَفيقًا لَنا في السَّفَرِ مِن أَجْلِ عَمَلِ الإِحْسانِ هٰذا وهو خِدمةٌ نَقومُ بِها لِمَجْدِ الله وتَلبِيَةً لِرَغبَتِنا.
[20] وإِنَّنا نَحرَصُ على أَلاَّ يلومَنا أَحَدٌ في أَمرِ هٰذا المِقْدارِ العَظيمِ مِنَ المالِ الَّذي نَحنُ مَسْؤُولونَ عنه،
[21] لأَنَّنا نَهتَمُّ بما هو حَسَن، لا أَمامَ اللهِ وَحدَه، بل أَمامَ النَّاسِ أَيضًا.
[22] وقد بَعَثنا معَهما بأَخينا الَّذي ٱختَبَرْنا ٱجتِهادَه مَرَّاتٍ كَثيرةً في أَحْوالٍ كَثيرة، وهو الآنَ أَكثَرُ ٱجتِهادًا لِما لَه مِن ثِقَةٍ كَبيرةٍ بِكُم.
[23] أَمَّا طيطُس فهُو رَفيقي ومُعاوِني عِندَكُم، أَمَّا أَخَوانا فهُما مَنْدوبا الكَنائِسِ ومَجْدُ المسيح.
[24] فأَبْدُوا لَهم أَمامَ الكَنائِسِ بُرهانَ مَحبَّتِكُم وٱفتِخارِنا بِكُم عِندَهم.