< رسالة كورنثوس الثانية 7

Listen to this chapter • 2 min
[1] ولَمَّا كانَت لنا، أَيُّها الأَحِبَّاء، هٰذِه المَواعِد، فلْنُطَهِّرْ أَنْفُسَنا مِن أَدناسِ الجَسَدِ والرُّوحِ كُلِّها، مُتَمِّمينَ تَقْديسَنا في مَخافةِ الله.
[2] تَفَهَّموا كَلامَنا بِرَحابَةِ صَدْر، فإِنَّنا لم نَظْلِمْ أَحَدًا ولَم نُفقِرْ أَحَدًا ولَم نَستَغِلَّ أَحَدًا.
[3] لا أَقولُ ذٰلِكَ لِلْحُكْمِ علَيكم، فقَد قُلتُ لَكم مِن قبلُ إِنَّكم في قُلوبِنا على الحَياةِ والمَوت.
[4] لي ثِقَةٌ بِكُم كَبيرة، وأَنا عَظيمُ الاِفتِخارِ بِكُم. قدِ ٱمتَلأتُ بِالعَزاء وفاضَ قَلْبي فَرَحًا في شَدائِدِنا كُلِّها.
[5] فلَمَّا قَدِمنا مَقْدونِية، لم يَعرِفْ ضُعفُنا البَشَرِيُّ الرَّاحَة، بل عانَينا الشَّدائِدَ على أَنْواعِها: حُروبٌ في الخارِج ومَخاوفُ في الدَّاخِل.
[6] ولٰكِنَّ اللهَ الَّذي يُعَزِّي المُتَواضِعينَ قد عَزَّانا بِمَجيءِ طيطُس،
[7] لا بِمَجيئِه فَقَط، بل بِالعَزاءِ الَّذي تَلَقَّاه مِنكم. وقد أَطلَعَنا على شَوقِكُم وحُزنِكُم وحَمِيَّتِكم لي، حَتَّى إِنِّي ٱزدَدتُ فَرَحًا.
[8] فإِذا كُنتُ قد أَحزَنتُكُم بِرِسالَتي، فَمَا أَنا بِنادِمٍ على ذٰلِك، وإِذا نَدِمتُ - وأَرى أَنَّ تِلكَ الرِّسالَةَ أَحزَنَتْكُم ولَو حِينًا -
[9] فإِنِّي أَفرَحُ الآن، لا لِما نالَكم مِنَ الحُزْن، بل لأَنَّ حُزنَكُم حَمَلَكُم على التَّوبَة. فقَد حَزِنتُم للهٍ، فلَم يَنَلْكُم مِنَّا أَيُّ خُسْران،
[10] لأَنَّ الحُزْنَ للهِ يُورِثُ تَوبَةً تُؤَدِّي إِلى الخَلاص ولا نَدَمَ عَلَيها، في حِينِ أَنَّ حُزْنَ الدُّنْيا يُورِثُ المَوت.
[11] فٱنظُروا ما أَورَثَكم هٰذا الحُزنُ للهٍ: فأَيُّ حَمِيَّةٍ، بل أَيُّ ٱعتِذارٍ وغَيظٍ وخَوفٍ وشَوقٍ ونَخْوَةٍ وعِقاب! وقَد بَرهَنْتُم في كُلِّ شَيءٍ على أَنَّكُم أَبْرِياءُ مِن ذٰلِكَ الأَمْر.
[12] فإِذا كَتَبتُ إِلَيكُم، فإِنِّي أَفعَلُ ذٰلك لا مِن أَجْلِ الظَّالِم ولا مِن أَجْلِ المَظْلوم، بل لِيَتَّضِحَ لَكم أَمامَ اللهِ ما أَنتُم علَيه مِنَ الحَمِيَّةِ لَنا،
[13] ولِذٰلك لَقينا العَزاء. ويُضافُ إِلى عَزائِنا هٰذا أَنَّ فَرَحَنا ٱزْدادَ ٱزدِيادًا فائِقًا بِفرَحِ طيطُس لِلِٱطمِئنانِ الَّذي نالَه مِنكم أَجمَعين.
[14] وإِنِّي، إِذا ٱفتَخَرتُ بِكُم في شَيءٍ أَمامَه، لم أَخجَلْ بِه. فكَما قُلْنا لَكُمُ الحَقَّ في كُلِّ شَيء فكَذٰلكَ كانَ ٱفتِخارُنا بِكُم عِندَ طيطُسَ حَقًّا.
[15] ويَزدادُ حَنانُه علَيكم، عِندَما يَتَذَكَّرُ طاعَتَكم جَميعًا وكَيفَ تَلَقَّيتُموه بِخَوفٍ ورِعدَة.
[16] ويَسُرُّني أَن أَعتَمِدَ علَيكُم في كُلِّ شَيء.