< رسالة كورنثوس الثانية 3

Listen to this chapter • 2 min
[1] أَنَعودُ إِلى التَّوصِيَةِ بِأَنفُسِنا أَم تُرانا نَحتاجُ، كَبَعضِ النَّاسِ، إِلى رَسائِلِ تَوصِيَةٍ إِلَيكُم أَو مِنكُم؟
[2] أَنتُم رِسالَتُنا كُتِبَت في قُلوبِنا، يَعرِفُها ويَقرَأُها جَميعُ النَّاس.
[3] لَقدِ اتَّضَحَ أَنَّكُم رِسالَةٌ مِنَ المسيح، أُنشِئَت عن يَدِنا، ولم تُكتَبْ بِالحِبْر، بل بِرُوحِ اللهِ الحَيّ، لا في أَلواحٍ مِن حَجَر، بل في أَلواحٍ هي قُلوبٌ مِن لَحْم.
[4] تِلك ثِقَتُنا بِالمسيحِ عِندَ الله،
[5] ولا يَعني ذٰلِكَ أَنَّه بِإِمكانِنا أَن نَدَّعِيَ شَيئًا كأَنَّه مِنَّا، فإِنَّ إِمكانَنا مِنَ الله،
[6] فهو الَّذي مَكَّننا أَن نَكونَ خَدَمَ عَهْدٍ جَديد، عَهْدِ الرُّوح، لا عَهْدِ الحَرْف، لأَنَّ الحَرْفَ يُميتُ والرُّوحَ يُحْيي.
[7] فإِذا كانَت خِدمَةُ المَوتِ المَنقوشَةُ حُروفُه في حِجارةٍ قد أُعطِيَت بِالمَجْد، حتَّى إِنَّ بَني إِسرائيلَ لم يَستَطيعوا أَن يُحَدِّقوا إِلى وَجْهِ مُوسى لِمَجْدِ وَجهِه، مع أَنَّه مَجْدٌ زائِل،
[8] فكَيفَ بِالأَحْرى لا تُعْطى خِدمَةُ الرُّوحِ بِالمَجْد؟
[9] فإِذا كانَت خِدمَةُ الحُكْمِ على النَّاسِ مَجيدة، فما أَولى خِدمَةَ البِرِّ بِأَن تَفيضَ مَجْدًا!
[10] فإِنَّ ما مُجِّدَ لا يُعَدُّ مُمَجَّدًا من هٰذه الجِهَة، بِالنَّظرِ إِلى ذٰلك المَجدِ الفائِق،
[11] لأَنَّه إِذا كانَ الزَّائِلُ قد زالَ بالمَجْد، فما أَولى الباقِيَ بأَن يَبْقى في المَجْد!
[12] فلمَّا كانَ لَنا هٰذا الرَّجاء، فإِنَّنا نَتَصرَّفُ بِرِباطَةِ جَأشٍ عَظيمة،
[13] لا كَمُوسى الَّذي كانَ يَضَعُ قِناعًا على وَجْهِه لِئَلاَّ يَنظُرَ بَنو إِسرائيلَ نِهايَةَ ما يَزول.
[14] ولٰكِن أُعمِيَت بَصائِرُهم، فإِنَّ ذٰلِكَ القِناعَ نَفسَه يَبْقى إِلى اليَومِ غَيرَ مَكْشوفٍ عِندَما يُقرَأُ العَهْدُ القَديم، ولا يُزالُ إِلاَّ في المسيح.
[15] أَجَل، إِلى اليَومِ كُلَّما قُرِئَ مُوسى فهُناكَ على قُلوبِهم قِناع،
[16] ولٰكِن لا يُرفَعُ هٰذا القِناعُ إِلاَّ بِالاِهتِداءِ إِلى الرَّبّ،
[17] لأَنَّ الرَّبَّ هو الرُّوح، وحَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكون الحُرِّيَّة.
[18] ونَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إِلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهٰذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح.