< رسالة كورنثوس الثانية 11

Listen to this chapter • 4 min
[1] لَيتَكُم تَحتَمِلونَ مِن قِبَلي قَليلاً مِنَ الغَباوة، بل تَحَمَّلوني،
[2] فإِنِّي أَغارُ علَيكُم غَيرَةَ اللهِ لأَنِّي خَطَبتُكُم لِزَوْجٍ واحِد، خِطبَةَ عَذْراءَ طاهِرَةٍ تُزَفُّ إِلى المسيح.
[3] ولٰكِنِّي أَخشَى علَيكُم أَن يَكونَ مَثَلُكُم مَثَلَ حَوَّاءَ الَّتي أَغوَتْها الحَيَّةُ بِحيلَتِها، فتَفسُدَ بَصائِرُكُم وتَتَحَوَّلَ عَن صَفائِها لَدى المَسيح.
[4] فإِذا جاءَكُم أَحَدٌ يُنادي بِيَسوعَ آخَرَ لم نُنادِ بِه، أَو قَبِلْتُم رُوحًا غَيرَ الَّذي نِلتُموه وبِشارةً غَيرَ الَّتي قَبِلتُموها، اِحتَمَلتُموه أَحسَنَ ٱحتِمال.
[5] وأَرى أَنِّي لَستُ أَقَلَّ شَأَنًا مِن أُولٰئِكَ الرُّسُلِ الأَكابِر.
[6] وإِنِّي، وإِن كُنتُ جاهِلاً في البَلاغة، فلَستُ جاهِلاً في المَعرِفَة، وفي كُلِّ شَيءٍ أَظهَرْنا لَكم ذٰلِكَ أَمامَ جَميعِ النَّاس.
[7] أَتُراني ٱرتَكَبتُ خَطيئَةً إِذ أَعلَنتُ لَكم مَجَّانًا بِشارةَ الله واضِعًا نَفْسي لِتُرفَعوا أَنتُم؟
[8] سَلَبتُ كَنائِسَ أُخْرَى وأَخَذتُ مِنها النَّفَقَةَ لِخِدْمَتِكُم.
[9] ولَمَّا كُنتُ بَينَكُم ورَأَيتُ أَنَّ بي حاجَة، لم أُكلِّفْ أَحَدًا شيئًا، فإِنَّ الإِخوَةَ الَّذينَ أَتَوا مِن مَقْدونِيَة سَدُّوا حاجَتي. وقَد حَرِصتُ في كُلِّ شَيءٍ أَلاَّ أُثَقِّلَ علَيكُم وسأَحرِصُ أَيضًا.
[10] وَحَقِّ المسيحِ المُقيمِ فيَّ. إِنَّ هٰذِه المَفخَرة لَن تُحجَبَ عَنِّي في بِلادِ آخائِيَة.
[11] ولِماذا؟ أَلأَنِّي لا أُحِبُّكم؟ أَللهُ أَعلَم.
[12] وما أَفعَلُه سأفعلُه أَيضًا لِأقطَعَ السَّبيلَ على الَّذينَ يَلتَمِسونَ سَبيلاً لِيَكونوا في ما بِه يُفاخِرونَ على مِثالِنا في ما بِه نُفاخِر:
[13] لأَنَّ هٰؤُلاءِ القَومَ رُسُلٌ كَذَّابونَ وعَمَلَةٌ مُخادِعونَ يَتَزَيَّونَ بِزِيِّ رُسُلِ المسيح.
[14] ولا عَجَب فالشَّيطانُ نَفْسُه يَتَزَيَّا بِزِيِّ مَلاكِ النُّور،
[15] فلَيسَ بِغَريبٍ أَن يَتزَيَّا خَدَمُه بِزِيِّ خَدَمِ البِرّ. ولٰكِنَّ عاقِبَتَهُم تَكونُ على قَدْرِ أَعمالِهِم.
[16] وأَقولُ ثانِيَةً: لا يَعُدَّني أَحَدٌ غَبِيًّا، وإِلاَّ فَٱحسَبوني شِبْهَ غَبِيٍّ لأَستَطيعَ أَنا أَيضًا أَن أَفتَخِرَ قَليلاً.
[17] وما سَأَقولُه لا أَقولُه وَفْقًا لِروحِ الرَّبّ، ولٰكِنَّه قَوْلُ غَبِيّ، وأَنا على يَقينٍ بِأَنَّ لي ما أَفتَخِرُ بِه.
[18] فلَمَّا كانَ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشَرِيَّة، فسَأُفاخِرُ أَنا أَيضًا.
[19] وبِحُسْنِ الرِّضا تَحتَمِلونَ الأَغبِياء، أَنتُمُ العُقَلاء.
[20] نَعَم، تَحتَمِلونَ أَن يَستَعبِدَكُمُ النَّاسُ ويَلتَهِموكم ويَسلِبوكم ويَتَعَجرَفوا علَيكم ويُسيئوا مُعامَلَتَكم عَلَنًا.
[21] أَقولُ هٰذا وأَنا خَجِل، كأَنَّنا أَظهَرنا الضُّعْف. فالَّذي يَجرُؤُونَ علَيه - وكَلامي كَلامُ غَبِيّ - أَجرُؤُ علَيه أَنا أَيضًا.
[22] هُم عِبرانِيُّون؟ وأَنا عِبرانِيّ، هُم إِسرائيليُّون؟ وأَنا إِسرائيلِيّ، هُم مِن نَسْلِ إِبراهيم؟ وأَنا أَيضًا،
[23] هُم خَدَمُ المسيح - أَقولُ قَولَ أَحمَق - وأَنا أَفوقُهُم: أَفوقُهُم في المَتاعِب، أَفوقُهُم في دُخولِ السُّجون، أَفوقُهُم كَثيرًا جِدًّا في تَحَمُّلِ الجَلْد، في التَّعرُّضِ لأَخطارِ المَوتِ مِرارًا.
[24] جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرَّاتٍ أَربَعينَ جَلْدَةً إِلاَّ واحِدة،
[25] ضُرِبتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات، رُجِمتُ مَرَّةً واحِدة، اِنكَسَرَت بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات، قَضَيتُ لَيلَةً ونَهارًا في عُرْضِ البَحْر.
[26] أَسفارٌ مُتَعَدِّدة، أَخْطارٌ مِنَ الأَنهار، أَخطارٌ مِنَ اللُّصوص، أَخطارٌ مِن بَني قَومي، أَخطارٌ مِنَ الوَثَنِيِّين، أَخطارٌ في المَدينة، أَخطارٌ في البَرِّيَّة، أَخطارٌ في البَحْر، أَخطارٌ مِنَ الإِخوَةِ الكَذَّابين،
[27] جَهْدٌ وكَدّ، سَهَرٌ كَثير، جُوعٌ وَعَطَش، صَومٌ كَثير، بَرْدٌ وعُرْيٌ،
[28] فَضلاً عن سائرِ الأُمورِ مِن هَمِّي اليَومِيِّ والاِهتِمامِ بِجَميعِ الكَنائِس.
[29] فمَن يَكونُ ضَعيفًا ولا أَكونُ ضَعيفًا؟ ومَن تَزِلُّ قَدَمُه ولا أَحتَرِقُ أَنا؟
[30] إِن كانَ لا بُدَّ مِنَ الِٱفتِخار، فسأَفتَخِرُ بِحالاتِ ضُعفي.
[31] إِنَّ اللهَ أَبا الرَّبِّ يسوعَ - تَباركَ لِلأَبَد - عالِمٌ بِأَنِّي لا أَكذِب.
[32] كانَ عامِلُ المَلِكِ الحارِثِ في دِمَشْق يَأمُرُ بِحِراسةِ المَدينةِ لِلقَبْضِ علَيَّ،
[33] ولٰكِنِّي دُلِّيتُ في زِنْبيلٍ مِن كَوَّةٍ على السُّور فنَجَوتُ مِن يَدَيه.