< سفر صموئيل الأول 3

Listen to this chapter • 2 min
[1] وأَمَّا صَموئيلُ الصَّبِيُّ فكانَ يَخدِمُ الرَّبَّ بَينَ يَدَي عالي. وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ نادِرةً في تِلكَ الأَيَّام، ولم تَكُنِ الرُّؤَى مُتَواتِرة.
[2] وكانَ في تِلكَ الأَيَّامِ أَنَّ عالِيَ كانَ راقِدًا في غُرفَتِه، وكانَت عَيناه قدِ ٱبتَدَأَتا تَكِلاَّن، فلم يَكُنْ يَستَطيعُ أَن يُبصِر.
[3] وكانَ مِصْباحُ اللهِ لم يَنطَفِئْ بَعدُ، وصَموئيلُ راقِدٌ في هَيكَلِ الرَّبِّ حَيثُ تابوتُ الله.
[4] فدَعا الرَّبُّ صَموئيل، فقال: «هاءَنَذا».
[5] وركَضَ إِلى عالِيَ وقال: «هاءَنَذا، إِنَّكَ دَعَوتَني». فقالَ لَه: «لم أَدعُكَ، إِرجِعْ فنَمْ». فرَجَعَ ونام.
[6] فعادَ الرَّبُّ ودَعا صَموئيلَ أيضًا. فقامَ صَموئيلُ وذَهَبَ إِلى عالِيَ وقالَ: «هاءَنَذا، إِنَّكَ دَعَوتَني». فقالَ لَه: «لم أَدعُكَ، يا بُنَيَّ، إِرجِعْ فنَم».
[7] ولم يَكُنْ صَموئيلُ يَعرِفُ الرَّبَّ بَعدُ، ولم يَكُنْ بَعدُ قد أُعلِنَ لَه كَلامُ الرَّبّ.
[8] فعادَ الرَّبُّ ودَعا صَموئيلَ ثالِثَةً. فقامَ وذَهَبَ إِلى عالِيَ
[9] وقالَ: «هاءَنَذا، إِنَّكَ دَعَوتَني». فأَدرَكَ عالي أَنَّ الرَّبَّ هو الَّذي يَدْعو الصَّبِيّ. فقالَ عالي لِصَموئيل: «إِذهَبْ فنَمْ، وإِن دَعاكَ أَيضًا، فقُلْ: تَكَلَّمْ، يا رَبّ، فإِنَّ عَبدَكَ يَسمَع». فذَهَبَ صَموئيلُ ونامَ في مَكانِه.
[10] فجاءَ الرَّبُّ ووَقَفَ ودَعا كالمَرَّاتِ الأُولى: «صَموئيل، صَموئيل». فقالَ صَموئيل: «تَكَلَّمْ، فإِنَّ عَبدَكَ يَسمَع».
[11] فقالَ الرَّبُّ لِصَموئيل: «إِنِّي صانِعٌ في إِسْرائيلَ أَمرًا كُلُّ مَن سَمِعَ بِه تَطِنُّ أُذُناه.
[12] في ذٰلِكَ اليَومِ أُتِمُّ على عالِيَ كُلَّ ما تَكَلَّمتُ بِه على بَيتِه مِنَ البِدايَةِ وحتَّى النِّهاية.
[13] فقَد أَنبَأتُه بِأَنِّي أَحكُمُ على بَيتِه لِلأَبَد، بِسَبَبِ الإِثمِ الَّذي يَعلَمُ أَنَّ بَنيه لَعَنوا بِه الله، فلم يَردَعْهم.
[14] ولِذٰلك أَقسَمتُ على بَيتِ عالِيَ أَنَّه لا يُكَفَّرُ إِثمُ بَيتِ عالِيَ بِذَبيحةٍ أَو تَقدِمَةٍ لِلأَبَد».
[15] وبَقِيَ صَموئيلُ راقِدًا إِلى الصَّباح. ثُمَّ فَتَحَ أَبْوابَ بَيتِ الرَّبّ، وخافَ صَموئيلُ أَن يَقُصَّ الرُّؤيا على عالي.
[16] فدعا عالي صَموئيلَ وقال: «يا صَموئيلُ ٱبْني». فقالَ صَموئيل: «هاءَنَذا».
[17] فقال: «ما الكَلامُ الَّذي كَلَّمَكَ بِه؟ لا تَكتُمْني. كَذا يَصنَعُ اللهُ بِكَ وكَذا يَزيد، إِن كَتَمتَني كَلِمَةً مِن كُلِّ ما كَلَّمَكَ بِه».
[18] فأَخبَرَه صَموئيلُ بِكُلِّ الكَلام، ولم يَكْتُمْه شَيئًا. فقال عالي: «هو الرَّبّ، فما حَسُنَ في عَينَيه فلْيَفعَلْ».
[19] وكَبِرَ صَموئيل، وكانَ الرَّبُّ معَه، ولم يَدَعْ شَيئًا مِن كُلِّ كَلامِه يَسقُطُ على الأَرض.
[20] وعَلِمَ كُلُّ إِسْرائيل، مِن دانَ إِلى بِئرَ سَبْع، أَنَّ صَموئيلَ قدِ ٱئتَمَنه الرَّبُّ نَبِيًّا.
[21] وعادَ الرَّبُّ يَتَراءَى في شيلو، لأَنَّه في شيلو تَجَلَّى الرَّبُّ لِصَموئيلَ بِكَلِمَةِ الرَّبّ.