< سفر صموئيل الأول 2

Listen to this chapter • 5 min
[1] وصَلَّت حَنَّةُ فقالَت: إِبتَهَجَ قَلْبي بِالرَّبّ، وٱرتَفَعَ رَأسي بِالرَّبّ، وٱتَّسَعَ فَمي على أَعْدائي، لأَنِّي قد فَرِحتُ بِخَلاصِكَ.
[2] لا قُدُّوسَ مِثلُ الرَّبّ، لأَنَّه لَيسَ أَحَدٌ سِواكَ، ولَيسَ صَخرَةٌ كإِلٰهِنا.
[3] لا تُكثِروا مِن كَلامِ التَّشامُخ، ولا تَخرُجْ وَقاحَةٌ مِن أَفْواهِكم، لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهٌ عَليمٌ، وازِنُ الأَعْمال.
[4] كُسِرَت قِسِيُّ المُقتَدِرين، وتَسَربَلَ المُتَعَثِّرونَ بِالقُوَّة.
[5] الشَّباعى آجَروا أَنفُسَهم بِالخُبزِ، والجِياعُ كَفُّوا عنِ العَمَل، حتَّى إِنَّ العاقِرَ وَلَدَت سَبعَةً، والكَثيرةَ البَنينَ ذَبِلَت.
[6] الرَّبُّ يُميتُ ويُحْيي، يُحدِرُ إِلى مَثْوى الأَمواتِ ويُصعِدُ مِنه.
[7] الرَّبُّ يُفقِرُ ويُغْني، يَضَعُ ويَرفَع،
[8] يُنهِضُ المِسْكينَ عنِ التُّراب، يُقيمُ الفَقيرَ مِنَ المَزبَلة، لِيُجلِسَه معَ العُظَماء ويورِثَه عَرشَ المَجد، لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعمِدَةَ الأَرض، وقد وَضَعَ علَيها الدُّنْيا.
[9] يَحفَظُ أَقْدامَ أَصْفِيائِه، والأَشْرارُ في الظَّلامِ يَزولون، لأَنَّه لا يَغلِبُ إِنْسانٌ بِقُوَّتِه.
[10] مُخاصِمو الرَّبِّ يَنكَسِرون، وعلى كُلٍّ مِنهم يُرعِدُ مِنَ السَّماء. الرَّبُّ يَدينُ أَقاصِيَ الأَرْض، يَهَبُ عِزَّةً لِمَلِكِه، ويَرفَعُ رَأسَ مَسيحِه».
[11] ثُمَّ مَضى أَلْقانةُ إِلى الرَّامة، إِلى مَنزِلِه. وأَمَّا الصَّبِيُّ فكانَ يَخدِمُ الرَّبَّ أَمامَ عالِيَ الكاهِن.
[12] وكانَ بَنو عالي أَبناءً لا خَيرَ فيهم. لا يَعرِفونَ الرَّبّ،
[13] ولا حَقَّ الكَهَنَةِ مِنَ الشَّعْب، وإِنَّما كانوا، كُلَّما ذَبَحَ رَجُلٌ ذَبيحةً، يَجيءُ خادِمُ الكاهِنِ عِندَ طَبخِ اللَّحْمِ، وبِيَدِه شَوكَةٌ ذاتُ ثَلاثِ أَسْنان.
[14] فيَشُكُّها في القِدْرِ أَوِ المِرجَلِ أَوِ البَرنِيَّةِ أَوِ الوِعاء، فما خَرَجَ بِالشَّوكَةِ يأخُذُه الكاهِنُ لِنَفْسِه. كذٰلك كانوا يَصنَعون مع كُلِّ إِسْرائيلَ القادِمِ إِلى شيلو.
[15] وكذٰلك قَبلَ إِحراقِ الشَّحمِ، كانَ يَجيءُ خادِمُ الكاهِنِ إِلى صاحِبِ الذَّبيحة، ويَقولُ لَه: «هاتِ لَحمًا يُشْوى لِلكاهِن، فإِنَّه لا يَقبَلُ مِنكَ لَحمًا مَسْلوقًا، بل نيئًا».
[16] فإِن أَجابَه الرَّجُل: «دَعِ الشَّحمَ يَحتَرِقُ أَوَّلًا، ثُمَّ تأخُذُ ما تَرغَبُ فيه نَفسُكَ»، قالَ لَه: «كَلاَّ، بلِ الآنَ تُعْطيني، وإِلاَّ أَخَذتُ مِنكَ بالقُوَّة».
[17] وعَظُمَت خَطيئَةُ الشُّبَّانِ أَمامَ الرَّبِّ جِدًّا، لأَنَّ النَّاسَ ٱستَهانوا بِتَقدِمَةِ الرَّبّ.
[18] وكانَ صَموئيلُ يَخدِمُ أَمامَ الرَّبِّ، وهو صَبِيّ. وكانَ مُتَمَنطِقًا بِأَفودٍ مِن كَتَّان.
[19] وكانَت أُمُّه تَصنَعُ لَه جُبَّةً صَغيرةً وتأتيه بِها مِن سَنَةٍ إِلى سَنَةٍ عِندَ صُعودِها مع زَوجِها لِيَذبَحَ الذَّبيحَةَ السَّنَوِيَّة.
[20] فيُبارِكُ عالي أَلقانَةَ وزَوجَتَه قائلًا: «يَرزُقُكَ الرَّبُّ نَسْلًا مِن هٰذه المَرأَةِ بَدَلَ ما وَهَبَت لِلرَّبّ». ثُمَّ يَذهَبانِ إِلى بَيتِهما.
[21] وٱفتَقَدَ الرَّبُّ حَنَّة، فحَمَلَت ووَلَدَت ثَلاثَةَ بَنينَ وٱبنَتَين. وشَبَّ صَموئيلُ الصَّبِيُّ أَمام الرَّبّ.
[22] وأَمَّا عالي فكانَ قد شاخَ جِدًّا، وبَلَغَه كُلُّ ما يَصنَعُ بَنوه بِكُلِّ إِسرائيلَ ومُجامَعَتُهمُ النِّساءَ الخادِماتِ على بابِ خَيمَةِ المَوعِد.
[23] فقالَ لَهم: «لِماذا تَصنَعونَ هٰذا الصَّنيع، وما هٰذا الخَبَرُ القَبيحُ الَّذي أَسمَعُه عنكُم مِن كُلِّ هٰذا الشَّعْب؟
[24] لا، يا بَنِيَّ، إِنَّ السُّمعَةَ الَّتي أَسمَعُها عنكُم لَيسَت بِحَسَنَة، فإِنَّكم تَحمِلونَ شَعبَ الرَّبِّ على المَعصِيَة.
[25] إِذا خَطِئَ إِنْسانٌ إِلى إِنْسان، فاللهُ يَحكُم. وأَمَّا إِذا خَطِئَ إِنْسانٌ إِلى الرَّبّ، فمَن يَتَوَسَّطُ لَه؟» فلَم يَسمَعوا لِكَلامِ أَبيهم، لأَنَّ الرَّبَّ شاءَ أَن يُميتَهم.
[26] أَمَّا صَموئيلُ الصَّبِيُّ، فكانَ يَتَسامى في القامَةِ والحُظوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس.
[27] وجاءَ رَجُلُ اللهِ إِلى عالي وقالَ لَه: «هٰكذا يَقولُ الرَّبّ: أَلَم أَتَجَلَّ لِبَيتِ أَبيكَ وهُو بِمِصرَ في بَيتِ فِرعَون،
[28] وقدِ ٱختَرتُه مِن جَميعِ أَسباطِ إِسْرائيلَ كاهِنًا لي لِيَصعَدَ إِلى مَذبَحي ويُحرِقَ البَخور، ويَحمِلَ الأَفودَ أَمامي، وأَعطَيتُ بَيتَ أَبيكَ جَميعَ الذَّبائِحِ بِالنَّارِ الَّتي يُقَدِّمُها بَنو إِسْرائيل؟
[29] فلِماذا تَدوسونَ ذَبائِحي وتَقادِمِيَ الَّتي أَمَرتُ بِها على الدَّوام، فأكرَمتَ بَنيكَ علَيَّ، لِكَي تُسَمِّنوا أَنفُسَكم بِأَفضَلِ كُلِّ تَقادِمِ إِسْرائيلَ شَعْبي؟
[30] لِذٰلك يَقولُ الرَّبُّ، إِلٰهُ إِسْرائيل: إِنِّي كُنتُ قد قُلتُ: إِنَّ بَيتَكَ وبَيتَ أَبيكَ يَسيرونَ أَمامي لِلأَبد. فأَمَّا الآن، فيَقولُ الرَّبّ: حاشَ لي، لأَنَّ الَّذينَ يُكرِمونَني أُكرِمُهم والَّذينَ يَستَهينونَ بي يُهانون.
[31] إنَّها تأتي أَيَّامٌ أَقطَعُ فيها ذِراعَكَ وذِراعَ بَيتِ أَبيكَ، ولا يَكونُ في بَيتِكَ شَيخٌ كَبير.
[32] وتَرى الشِّدَّةَ على الدَّوام، مع كُلِّ الخَيرِ الَّذي يُحسَنُ بِه إِلى إِسْرائيل، ولا يَكونُ في بَيتِكَ شيخٌ كَبيرٌ جَميعَ الأَيَّام.
[33] غَيرَ أَنِّي لا أَقطَعُ لَكَ رَجُلًا مِن أَمامِ مَذبَحي، إِكْلالًا لِعَينِكَ وإذابَةً لِنَفسِكَ، وكُلُّ مَن يُولَدُ في بَيتِكَ يَموتُ بِحَدِّ السَّيف.
[34] وما يأتي على ٱبنَيكَ حُفْنِيَ وفِنْحاسَ يَكونُ لَكَ عَلامة: إِنَّهما في يَومٍ واحِدٍ يَموتانِ كِلاهما.
[35] وأَنا أُقيمُ لي كاهِنًا أَمينًا يَعمَلُ بِحَسَبِ ما في قَلْبي ونَفْسي، وأَبْني لَه بَيتًا ثابِتًا، فيَسيرُ أَمامَ مَسيحي كُلَّ الأَيَّام.
[36] وكُلُّ مَن يَبْقى مِن بَيتِكَ يَأتيه ويَسجُدُ لَه لِلحُصولِ على قِطعَةِ فِضَّةٍ ورَغيفِ خُبْز، ويَقول: ضُمَّني إِلى إِحدى خَدَمِ الكَهَنوت، لِآكُلَ كِسرَةَ خُبْز».