< سفر صموئيل الأول 1

Listen to this chapter • 4 min
[1] كانَ رَجُلٌ مِنَ الرَّامَتائيم، صوفِيٌّ مِن جَبَلِ أَفْرائيم، يُقالُ لَه أَلْقانَةُ بنُ يَروحامَ بنِ أَليهُوَ ٱبنِ توحُوَ بنِ صوفٍ الأَفْرائيميّ.
[2] وكانَت لَه ٱمرَأَتان، اِسمُ إِحْداهُما حَنَّة، وٱسمُ الأُخْرى فَنِنَّة. فرُزِقَت فَنِنَّةُ بَنين، وحَنَّةُ لم يَكُنْ لَها بَنون.
[3] وكانَ ذٰلك الرَّجُلُ يَصعَدُ مِن مَدينَتِه مِن سَنَةٍ إِلى سَنَةٍ لِيَسجُدَ وَيذبَحَ لِرَّبِّ القُوَّاتِ في شيلو. وكانَ هُناكَ ٱبْنا عالي، حُفْني وفِنْحاس، كاهِنَينِ لِلرَّبّ.
[4] فلمَّا حانَ اليَومُ وذَبَحَ أَلْقانَة، أَعطى فَنِنَّةَ زَوجَتَه وجَميعَ بَنيها وبَناتِها حِصَصًا.
[5] وأَمَّا حَنَّةُ فأَعْطاها حِصَّةَ ٱثنَين، لأَنَّه كانَ يُحِبُّ حَنَّة، ولٰكِنَّ الرَّبَّ كانَ قد حَبَسَ رَحِمَها.
[6] وكانَت ضَرَّتُها تُغضِبُها لِتُثيرَ ثائِرَها، لأَنَّ الرَّبَّ حَبَسَ رَحِمَها تَمامًا.
[7] وهٰكذا كانَ يَحدُثُ سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ عِندَ صُعودِها إِلى بَيْتِ الرَّبّ. فكانَت تُغضِبُها، فتَبْكي ولا تَأْكُل.
[8] فقالَ لَها أَلْقانَةُ زَوجُها: «يا حَنَّة، ما لَكِ باكِيَةً وما لَكِ لا تَأكُلين، ولِماذا يَكتَئِبُ قَلبُكِ؟ أَلَستُ أَنا خَيرًا مِن عَشَرَةِ بَنين؟»
[9] وقامَت حَنَّةُ، مِن بَعدِ ما أَكَلوا في شيلو وشَرِبوا، وكانَ عالي الكاهِنُ جالِسًا على الكُرسِيِّ إِلى دِعامَةِ هَيكَلِ الرَّبّ،
[10] فصَلَّت إِلى الرَّبِّ في مَرارةِ نَفْسِها وبَكَت بُكاءً
[11] ونَذَرَت نَذْرًا وقالَت: «يا رَبَّ القُوَّات، إِن أَنتَ نَظَرتَ إِلى بُؤسِ أَمَتِكَ وذَكَرتَني ولم تَنسَ أَمَتَكَ وأَعطيتَ أَمَتَكَ مَولودًا ذَكَرًا، أُعطِه لِلرَّبِّ لِكُلِّ أَيَّامِ حَياتِه، ولا يَعْلو رَأسَه موسًى».
[12] فلَمَّا أَكثَرَت مِن صَلاتِها أَمامَ الرَّبّ، وكانَ عالي يُراقِبُ فَمَها،
[13] وحَنَّةُ تَتَكَلَّمُ في قَلبِها، وشَفَتاها فَقَط تَتَحرَّكان، ولٰكِن لا يُسمَعُ صَوتُها، ظَنَّها عالي سَكْرى.
[14] فقالَ لَها عالي: «إِلى متى أَنتِ سَكْرى؟ أَفيقي مِن خَمرِكِ».
[15] فأَجابَت حَنَّةُ وقالَت: «كَلاَّ يا سَيِّدي، ولٰكِنِّي ٱمرَأَةٌ مَكْروبَةُ النَّفْس، ولَم أَشرَبْ خَمرًا ولا مُسكِرًا، ولٰكِنِّي أَسكُبُ نَفْسي أَمامَ الرَّبّ.
[16] فلا تُنزِلْ أَمَتَكَ مَنزِلَةَ ٱبنَةٍ لا خَيرَ فيها، لأَنِّي إِنَّما تَكَلَّمتُ إِلى الآنَ مِن شِدَّةِ ما بي مِنَ القَلَقِ والغَيظ».
[17] فأَجابَها عالي قائِلًا: «إِمْضي بِسَلام، وإِلٰهُ إِسْرائيلَ يُعطِيكِ بُغيَتَكِ الَّتي ٱلتَمَستِها مِن لَدُنْه».
[18] فقالَت: «لِتَنَلْ أَمَتُكَ حُظوَةً في عَينَيكَ». ومَضَتِ المَرأَةُ في سَبيلِها وأَكَلَت، ولَم يَعُدْ وَجهُها كما كان.
[19] وبَكَّروا في الصَّباح، وسَجَدوا أَمامَ الرَّبّ، ورَجَعوا ذاهِبينَ إِلى مَنزِلِهم بِالرَّامة. وعَرَفَ أَلْقانَةُ حَنَّةَ زَوجَتَه، وذَكَرَها الرَّبّ.
[20] فكانَ في ٱنقِضاءِ الأَيَّامِ أَنَّ حَنَّةَ حَمَلَت وَوَلَدَتِ ٱبنًا، فدَعَته صَموئيل، لأَنَّها قالَت: «مِنَ الرَّبِّ ٱلتَمَستُه».
[21] وصَعِدَ زَوجُها أَلْقانةُ وكُلُّ بَيتِه، لِيُقَدِّمَ لِلرَّبِّ الذَّبيحَةَ السَّنَوِيَّةَ ويَفِيَ بِنَذرِه.
[22] وأَمَّا حَنَّة، فلَم تَصعَدْ، لأَنَّها قالَت لِزَوجِها: «مَتى فُطِمَ الصَّبِيُّ، أَذهَبُ بِهِ لِيَمثُلَ أَمامَ الرَّبِّ ويُقيمَ هُناكَ لِلأَبَد».
[23] فقالَ لَها أَلْقانَةُ زَوجُها: «إِفعَلي ما يَحسُنُ في عَينَيكِ، وٱمكُثي حتَّى تَفطِميه، وحَسبُنا أَنَّ الرَّبَّ يُحَقِّقُ كَلامَه». فمَكَثَتِ المَرأَةُ تُرضِعُ ٱبنَها حتَّى فطَمَته.
[24] فلَمَّا فَطَمَته، صَعِدَت بِه، ومَعَها ثَورٌ ٱبنُ ثَلاثِ سَنَوات، وإِيفَةٌ مِن دَقيق، وزِقُّ خَمْر، وجاءت بِه إِلى الرَّبِّ في شيلو، وكانَ الصَّبِيُّ لا يَزالُ طِفلًا.
[25] فذَبَحوا الثَّورَ وقَدَّموا الصَّبِيَّ إِلى عالي.
[26] وقالَت: «يا سَيِّدي، حَيَّةٌ نَفْسُكَ! أَنا المَرأَةُ الَّتي وَقَفَتْ لَدَيكَ هٰهُنا تُصَلِّي إِلى الرَّبّ.
[27] إِنِّي لأَجلِ هٰذا الصَّبِيِّ صَلَّيتُ، فأَعطانِيَ الرَّبُّ بُغَيتي الَّتي سَأَلتُها مِن لَدُنه.
[28] ولأَجلِ ذٰلك وَهَبتُه لِلرَّبّ، فيَكونُ عارِيَّةً كُلَّ أَيَّامِ حَياتِه». وسَجَدوا هُناكَ لِلرَّبّ.