< سفر الملوك الأول 9

Listen to this chapter • 4 min
[1] ولَمَّا ٱنتهى سُلَيمانُ مِن بِناءِ بَيتِ الرَّبِّ وبِناءِ بَيتِ المَلِكِ وكُلِّ ما أَحَبَّ سُلَيمانُ أَن يَعمَلَه،
[2] تَراءَى الرَّبُّ لِسُلَيمانَ ثانِيَةً، كما تَراءَى لَه في جِبْعون.
[3] وقالَ لَه الرَّبّ: «قد سَمِعتُ صَلاتَكَ وتَضَرُّعَكَ الَّذي تَضَرَّعتَ بِه أَمامي، وقد قَدَّستُ هٰذا البَيتَ الَّذي بَنَيتَه لأَجعَلَ فيه ٱسْمي لِلأَبَد، وستَكونُ عَينايَ وقَلْبي هُناكَ كُلَّ الأَيَّام.
[4] وأَنتَ إِن سِرتَ أَمامي كما سارَ داوُدُ أَبوكَ بِكَمالِ القَلبِ والِٱستِقامة، وعَمِلتَ بِكُلِّ ما أَمَرتُكَ بِه وحَفِظتَ فَرائضي وَأَحْكامي،
[5] أُثَبِّتُ عَرْشَ مُلكِكَ على إِسْرائيلَ لِلأَبَد، كما كَلَّمتُ داوُدَ أَباكَ قائِلًا: لا يَنقَطِعُ لَكَ رَجُلٌ عن عَرشِ إِسْرائيل.
[6] وإِنِ ٱرتَدَدتُمُ ٱرتِدادًا عنِ السَّيرِ وَرائي أَنتُم وبَنوكم، ولَم تَحفَظوا وَصايايَ وفَرائِضي الَّتي جَعلتُها نُصبَ عُيونِكم، وذَهَبتُم وعَبَدتُم آلِهَةً أُخْرى وسَجَدتُم لها،
[7] فإِنِّي أَقرِضُ إِسْرائيلَ عن وَجهِ الأَرضِ الَّتي أَعطَيتُه إِيَّاها، والبَيتُ الَّذي قَدَّستُه لِٱسْمي أَنبِذُه مِن حَضرَتي، فيَكونُ إِسْرائيلُ حَديثًا وسُخرِيَّةً بَينَ الشُّعوبِ بِأَسرِها.
[8] وهٰذا البَيتُ يَكونُ خَرابًا، فكُلُّ مَن مَرَّ بِه يَنذَهِلُ ويُصَفِّرُ ويَقول: لِماذا فَعَلَ الرَّبُّ هٰكَذا بِهٰذه الأَرضِ وهٰذا البَيت؟
[9] فيُجاب: لأَنَّهم تَرَكوا الرَّبَّ إِلٰهَهمُ الَّذي أَخرَجَ آباءَهم مِن أَرضِ مِصْر، لِذٰلك أَنزَلَ بِهِمِ الرَّبُّ كُلَّ هٰذا البَلاء».
[10] وكانَ بَعدَ عِشْرينَ سَنَةً مِن بِناءِ سُلَيمانَ البَيتَين، بَيتَ الرَّبِّ وبَيتَ المَلِك،
[11] (كانَ حيرامُ، مَلِكُ صور، قد أَمَدَّ سُلَيمانَ بِخَشَبِ أَرزٍ وسَروٍ وبِذَهَبٍ على حَسَبِ كُلِّ ما طابَ لَه)، أَنَّ المَلِكَ سُلَيمانَ أَعْطى حيرامَ عِشْرينَ مَدينةً في أَرضِ الجَليل.
[12] فخَرَجَ حيرامُ مِن صورَ لِيَرى المُدُنَ الَّتي أَعْطاه إِيَّاها سُلَيمان، فلَم تَحسُنْ في عَينَيه.
[13] فقالَ لَه: «ما هٰذه المُدُنُ الَّتي أَعطَيتَني إِيَّاها، يا أَخي؟» وسَمَّاها أَرضَ كابولَ إِلى اليَوم.
[14] وكانَ الذَّهَبُ الَّذي أَرسَلَه حيرامُ إِلى المَلِكِ مِئَةً وعِشْرينَ قِنْطارًا.
[15] وهٰكذا كانَ أَمرُ التَّسْخيرِ الَّذي فَرَضَه المَلِكُ سُلَيمانُ لأَجلِ بِناءِ بَيتِ الرَّبِّ وبَيتِه وبِناءِ مِلُّوَ وسورِ أُورَشَليم وحاصورَ ومَجِدُّو وجازَرَ
[16] (كانَ فِرعَونُ، مَلِكُ مِصرَ، قد صَعِدَ إِلى جازَرَ وأَخَذَها وأَحرَقَها بِالنَّار، وقَتَلَ الكَنْعانِيِّينَ المُقيمينَ في المَدينة، ووَهَبَها مَهرًا لِٱبنَتِه زَوجَةِ سُلَيمان.
[17] فأَعادَ سُلَيمانُ بِناءَ جازَر) وبَيتِ حورونَ السُّفْلى
[18] وبَعلَتَ وتامارَ في أَرضِ البَرِّيَّة،
[19] وجَميعِ مُدُنِ الخَزنِ الَّتي كانَت لِسُليمان، ومُدُنِ المَركَباتِ ومُدُنِ الخَيلِ وكُلِّ ما أَحَبَّ سُلَيمانُ أَن يَبنِيَ في أُورَشَليمَ ولُبْنانَ وكُلِّ أَرضِ سُلْطانِه.
[20] فسَخَّرَ الشَّعبَ الَّذي بَقِيَ مِنَ الأَمورِيِّينَ والحِثِّيِّينَ والفَرِزِّيِّينَ والحُوِّيِّينَ واليَبوسِيِّينَ الَّذينَ لم يَكونوا مِن بَني إِسْرائيل،
[21] بَنيهِمِ الَّذينَ بَقوا مِن بَعدِهم في الأَرض، وهُمُ الَّذينَ لم يَستَطِعْ بَنو إِسْرائيلَ أَن يُحَرِّموهم، فَرَضَ علَيهم سُلَيمانُ سُخرَةَ عُبودِيَّةٍ إِلى هٰذا اليَوم.
[22] وأَمَّا بَنو إِسْرائيلَ فلَم يَجعَلْ مِنهم عَبيدًا، لأَنَّهم رِجالُ حَربٍ لَه وخُدَّامٌ وقُوَّادٌ وضُبَّاطٌ ورُؤَساءُ لِمَركَباتِه وفُرْسانِه.
[23] وهٰؤُلاءِ هُمُ الرُّؤَساءُ المُحافِظونَ على أَعْمالِ سُلَيمان: خَمسُ مِئَةٍ وخَمْسونَ رَجُلًا مُسَلَّطونَ على القَومِ القائِمينَ بِالعَمَل.
[24] فأَمَّا بِنتُ فِرعَونَ فصَعِدَت مِن مَدينَةِ داوُدَ إِلى بَيتِها الَّذي بَناه لَها. وحينَئِذٍ بَنى مِلُّو.
[25] وكانَ سُلَيمانُ يُصعِدُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ في السَّنَةِ مُحرَقاتٍ وذَبائِحَ سَلامِيَّةً على المَذبَحِ الَّذي بَناه لِلرَّبّ، وكانَ يُحرِقُ الذَّبيحَةَ بِالنَّارِ أَمامَ الرَّبّ، وأَكْمَلَ البَيت.
[26] وبَنى المَلِكُ سُلَيمانُ أُسْطولًا في عَصيونَ جابَرَ الَّتي بِجانِبِ أَيلَة، عِندَ شاطِئِ بَحرِ القَصَبِ في أَرضِ أَدوم.
[27] فأَرسَلَ حيرامُ رِجالَه في السُّفُنِ مع رِجالِ سُلَيمان، وهُم قَومٌ مَلاَّحونَ عارِفونَ بِالبَحْر.
[28] فأَتَوا أُوفيرَ وأَخَذوا مِن هُناكَ أَربَعَ مِئةٍ وعِشْرينَ قِنْطارًا مِنَ الذَّهَب، وأَتَوا بِها إِلى المَلِكِ سُلَيمان.