< سفر الملوك الأول 21

[1] وكانَ بَعدَ هٰذه الأَحْداثِ أَنَّه كانَ لِنابوتَ اليِزرَعيلِيِّ كَرمٌ في يِزرَعيل، إِلى جانِبِ قَصرِ أَحآب، مَلِكِ السَّامِرة،

[2] فخاطَبَ أَحآبُ نابوتَ قائِلًا: «أَعطِني كَرمَكَ، فيَكونَ لي بُستانَ خُضَرٍ، لأَنَّه قَريبٌ مِن بَيتي، وأَنا أُعْطيكَ بَدَلًا مِنه كَرمًا خَيرًا مِنه، وإِن حَسُنَ في عَينَيكَ أَعطَيتُكَ ثَمَنَه فِضَّةً».

[3] فأَجابَ نابوتُ أَحآب: «مَعاذَ الرَّبِّ أَن أُعطِيَكَ ميراثَ آبائي».

[4] فعادَ أَحآبُ إِلى بَيتِه واجِمًا قَلِقًا مِنَ الكَلامِ الَّذي كَلَّمَه بِه نابوتُ اليِزرَعيلِيُّ بِقَولِه: «إِنِّي لا أُعْطيكَ ميراثَ آبائي». وٱضَّجَعَ على سَريرِه وأَعرَضَ بِوَجهِه ولَم يَتناوَلْ طَعامًا.

[5] فجاءَت إِيزابَلُ ٱمرَأَتُه وقالَت لَه: «ما بالُكَ كَئيبَ النَّفسِ ولَم تَتناوَلْ طَعامًا؟»

[6] فقالَ لَها: «لأَنِّي خاطَبتُ نابوتَ اليِزرَعيلِيَّ وقُلتُ لَه: «أَعطِني كَرمَكَ بِالفِضَّة، أَو إِن شِئتَ أُعْطيكَ كَرمًا بَدَلًا مِنه. فقال: لا أُعطيكَ كَرْمي».

[7] فقالَت لَه إيزابَلُ ٱمرَأَتُه: «أَأَنتَ الآنَ تَتَصَرَّفُ كمَلِكٍ على إِسْرائيل؟ قُمْ فتَناوَلْ طَعامًا وطِبْ نَفْسًا، وأَنا أُعطيكَ كَرمَ نابوتَ اليِزرَعيلِيّ».

[8] ثُمَّ إِنَّها كَتَبَت رَسائِلَ بِٱسمِ أَحآب وخَتَمَتها بِخَاتَمِه وأَرسَلَتِ الرَّسائِلَ إِلى الشُّيوخِ والأَشرافِ الَّذينَ في المَدينَة والسَّاكِنينَ مع نابوت.

[9] وكَتَبَت في الرَّسائِلِ تَقول: «نادوا بِصَومٍ وأَجلِسوا نابوتَ في صَدرِ القَوم،

[10] وأَجلِسوا رَجُلَينِ لا خَيرَ فيهما تُجاهَه يَشهَدانِ علَيه قائِلَين: إِنَّكَ قد لَعَنتَ اللهَ والمَلِك». وأَخرِجوه وٱرجُموه فيَموت».

[11] ففَعَلَ أَهلُ مَدينَتِه الشُّيوخُ والأَشْرافُ السَّاكِنونَ في مَدينَتِه، كما أَرسَلَت إِلَيهم إِيزابَلُ بِحَسَبِ المَكْتوبِ في الرَّسائِل الَّتي أَرسَلَتها إِلَيهم.

[12] فنادوا بِصَومٍ وأَجلَسوا نابوتَ في صَدرِ القَوم.

[13] ثُمَّ وَصَلَ رَجُلانِ لا خَيرَ فيهما وجَلَسا تُجاهَه، وشَهِدَ الرَّجُلانِ اللَّذانِ لا خَيرَ فيهما على نابوتَ، بِحَضرَةِ الشَّعبِ، قائِلَين: «قد لَعَنَ نابوتُ اللهَ والمَلِك». فأَخرَجوه خارِجَ المَدينةِ ورَجَموه بِالحِجارَةِ فمات.

[14] وأَرسَلوا إِلى إِيزابَلَ يَقولون: «قد رُجِمَ نابوتُ ومات».

[15] فلَمَّا سَمِعَت إِيزابَلُ بِرَجمِ نابوتَ وموتِه، قالَت لأَحآب: «قُمْ فرِثْ كَرمَ نابوتَ اليِزرَعيلِيِّ الَّذي أَبى أَن يُعطِيَكَ إِيَّاه بِالفِضَّة. لم يَعُدْ نابوتُ حَيًّا، بل قد مات».

[16] فلَمَّا سَمِعَ أَحآبُ بِمَوتِ نابوت، قام لِيَنزِلَ إِلى كَرمِ نابوتَ اليِزرَعيلِيِّ لِيَرِثَه.

[17] فكانَ كَلامُ الرَّبِّ إِلى إِيلِيَّا التِّشبِيِّ قائِلًا: «قُمْ فٱنزِلْ لِلِقاءِ أحآب، مَلِكِ إِسْرائيلَ، الَّذي في السَّامِرة، فها هُوَذا في كَرمِ نابوتَ الَّذي نَزَلَ إِلَيه لِيَرِثَه.

[18] وكَلِّمْه قائِلًا: هٰكذا قالَ الرَّبّ: قَتَلتَ ووَرِثتَ فَضلًا عن ذٰلك.

[19] ثُمَّ كَلِّمْه قائِلًا: هٰكذا يَقولُ الرَّبّ: في المَكانِ الَّذي لَحِسَت فيه الكِلابُ دَمَ نابوت، تَلحَسُ الكِلابُ دَمَكَ أَنتَ أَيضًا».

[20] فقالَ أَحآبُ لإيلِيَّا: «إِذن لقَد وَجَدتَني يا عَدُوِّي». فقال: «قد وَجَدتُكَ، لأَنَّكَ قد بِعتَ نَفسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ في عَينَيِ الرَّبّ.

[21] هاءَنَذا جالِبٌ علَيكَ الشَّرّ وكانِسٌ نَسلَكَ، وقارِضٌ مِن أحآبَ كُلَّ بائِلٍ بِحائِطٍ، مِن عَبدٍ وطَلِيقٍ في إِسْرائيل،

[22] وجاعِلٌ بَيتَكَ كَبيتِ يارُبْعامَ بنِ نَباط وبَيتِ بَعْشا بنِ أَحِيَّا، لإسخاطِكَ لي إِسْخاطًا ولِجَعلِكَ إِسْرائيلَ يَخطَأ».

[23] (وتَكَلَّمَ الرَّبُّ على إيزابَلَ أَيضًا قائلًا: «إِنَّ الكِلابَ ستَأكُلُ إِيزابَلَ عِندَ سورِ يِزرَعيل).

[24] ومَن ماتَ لِأحآبَ في المَدينةِ تأكُلُه الكِلاب، ومَن ماتَ لَه في الحَقلِ تأكُلُه طُيورُ السَّماء».

[25] ولَم يَكُنْ أَحَدٌ كأحآبَ الَّذي باعَ نَفسَه لِعَمَلِ الشَّرِّ في عَينَيِ الرَّبّ، لأَنَّ إِيزابَلَ ٱمرَأَتَه قد أَغوَتْه.

[26] وبالَغَ في القَبائِحِ جِدًّا بِالسَّيرِ وَراءَ الأَصنام القَذِرَة، على حَسَبِ كُلِّ ما فَعَلَ الأَمورِيُّونَ الَّذينَ طَرَدَهُم الرَّبُّ مِن وَجهِ بَني إِسْرائيل.

[27] فلَمَّا سَمِعَ أَحآبُ هٰذا الكَلام، مَزَّقَ ثِيابَه وجَعَلَ على بَدَنِه مِسْحًا وصامَ وباتَ في المِسحِ ومَشى رُوَيدًا رُوَيدًا.

[28] فكانَ كَلامُ الرَّبِّ إِلى إِيلِيَّا التِّشبيِّ قائِلًا:

[29] «أَرَأَيتَ كَيفَ ذَلَّ أَحآبُ أَمامي؟ فلأَنَّه قد ذَلَّ أَمامي، لا أَجلُبُ الشَّرَّ في أَيَّامِه، ولَكِن في أَيَّامِ ٱبنِه أَجلُبُ الشَّرَّ على بَيتِه».