< رسالة كورنثوس الأولى 14

Listen to this chapter • 5 min
[1] إِسْعَوا إِلى المَحبَّة وٱطمَحوا إِلى مَواهِبِ الرُّوح، ولا سِيَّما النُّبوءَة.
[2] فإِنَّ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِلُغاتٍ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بلِ الله، فما مِن أَحَدٍ يَفهَمُ عَنه، فهو يَقولُ بِروحِه أَشياءَ خَفِيَّة.
[3] وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأ فهو يُكَلِّمُ النَّاسَ بِكلامٍ يَبْني ويَحُثُّ ويُشَدِّد.
[4] الَّذي يَتَكَلَّمُ بلُغاتٍ يَبْني نَفْسَه، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأ فيَبْني الجَماعة.
[5] إِنِّي أَرغَبُ في أَن تَتَكَلَّموا كُلُّكُم بلُغات، وأَكثَرُ رَغبَتي في أَن تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ المُتَنَبِّئَ أَفضَلُ مِنَ المُتَكَلِّمِ بِلُغات، إِلاَّ إِذا كانَ هٰذا يُتَرجِمُ لِتَنالَ الجَماعةُ بُنْيانَها.
[6] والآنَ، أَيُّها الإِخوَة، هَبُوني قَدِمتُ إِلَيكُم وكَلَّمتُكُم بِلُغات، فأَيَّةُ فائِدةٍ لَكم فِيَّ، إِن لم يَأتِكُم كَلامي بِوَحْيٍ أَو مَعرِفةٍ أَو نُبوءَةٍ أَو تَعليم؟
[7] هٰذا شَأنُ آلاتِ العَزْفِ كالمِزْمار والكِنَّارة، فإِنَّها، إِن لم تُخرِجْ أَصواتًا مُتَمَيِّزة، فكَيفَ يُعرَفُ ما يُؤدِّيه المِزمارُ أَوِ الكِنَّارة؟
[8] وإِذا أَخرَجَ البُوقُ صَوتًا مُشَوَّشًا، فمَن يَستَعِدُّ لِلقِتال؟
[9] وكَذٰلِك أَنتُم، فإِن لم تَلفُظوا بِلِسانِكم كَلامًا واضِحًا، فكَيفَ يُعرَفُ ما تَقولون؟ بل يَذهَبُ كَلامُكم في الهَواء.
[10] لا أَدْري كَم نَوعٍ مِنَ الأَلْفاظِ في العالَم، وما من نَوعٍ إِلاَّ ولَه مَعنًى.
[11] فإِذا جَهِلتُ قيمَةَ اللَّفْظ، أَكونُ كالأَعْجَمِ عِندَ مَن يَتَكَلَّم، ويَكونُ مَن يَتَكَلَّمُ كالأَعْجَمِ عِندي.
[12] وكذٰلِك أَنتُم تَطمَحونَ إِلى المَواهِبِ الرُّوحِيَّة، فٱطلُبوا أَن يَتوافَرَ نَصيبُكُم مِنها لِبُنْيانِ الجَماعة.
[13] ولِذٰلك يَجِبُ على الَّذي يَتَكَلَّمُ بِلُغاتٍ أَن يُصَلِّيَ لِكَي يَنالَ مَوهِبةَ التَّرجَمة،
[14] لأَنِّي إِذا صَلَّيتُ بِلُغاتٍ فرُوحي يُصَلِّي ولٰكِنَّ عَقْلي لا يَأتي بِثَمَر.
[15] فما العَمَلُ إِذًا؟ سأُصَلِّي بِرُوحي وأُصَلِّي بِعَقْلي أَيضًا. أُنشِدُ بِروحي وأُنشِدُ بِعقلي أَيضًا.
[16] فإِذا كُنتَ لا تُبارِكُ إِلاَّ بِروحِكَ، فكَيفَ يُجيبُ الحاضِرُ غَيرُ العارِفِ عن شُكرِكَ: آمين، وهو لا يَعلَمُ ما تَقول؟
[17] إِنَّكَ أَحسَنتَ الشُّكْر، ولٰكِنَّ غَيرَكَ لم يَحْظَ بِشَيءٍ لِلبُنْيان.
[18] إِنِّي، والحَمدُ للهٍ، أَتَكَلَّمُ بِلُغاتٍ أَكثَرَ مِمَّا تَتَكلَّمونَ كُلُّكُم،
[19] ولٰكِنِّي أُوثِرُ أَن أَقولَ وأَنا في الجَماعَةِ خَمسَ كَلِماتٍ بِعَقْلي أُعلِّمُ بِها الآخَرين على أَن أَقولَ عَشَرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلُغات.
[20] لا تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالاً في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي.
[21] فقَد وَرَدَ في الشَّريعَة: «قالَ الرَّبّ: سَأُكَلِّمُ هٰذا الشَّعبَ بِلِسانِ أُناسٍ لَهم لُغةٌ غَريبةٌ وبِشِفاهٍ غَريبة، ومع ذٰلِكَ لا يُصْغونَ إِليَّ».
[22] فاللُّغاتُ إِذًا لَيسَت آيةً لِلمُؤمِنين، بل لِغَيرِ المُؤمِنين، على أَنَّ النُّبوءَةَ لَيسَت لِغَيرِ المُؤمِنين، بل لِلمُؤمِنين.
[23] فلَوِ ٱجتَمَعَتِ الجَماعةُ كُلُّها وتَكَلَّمَ جَميعُ مَن فيها بِلُغات، فدَخَلَ قَومٌ مِن غَيرِ العارِفينَ أَو مِن غَيرِ المُؤمنين، أَفلا يَقولونَ إِنَّكم جُنِنتُم.
[24] ولٰكِن لو تَنَبَّأُوا كُلُّهُم، فدَخَلَ علَيهِم غَيرُ مُؤمِنٍ أَو غَيرُ عارِف، لَوَبَّخَه كُلُّهم ودانوه كُلُّهم،
[25] فتَنكَشِفُ خَفايا قَلْبِه، فيَسقُطُ على وَجهِه ويَعبُدُ اللهَ مُعلِنًا أَنَّ اللهَ بَينَكُم حَقًّا.
[26] فماذا إِذًا أَيُّها الإِخوَة؟ إِذا ٱجتَمَعتُم، قد يَأتي كُلٌّ مِنكُم بِمَزمورٍ أَو تَعليمٍ أَو وَحْيٍ أَو كَلامٍ بِلُغات أَو تَرجَمة، فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ مِن أَجْلِ البُنْيان.
[27] فإِذا تَكَلَّمتُم بِلُغات، فلْيَتَكَلَّمْ مِنْكُمُ ٱثْنانِ أَو ثَلاثةٌ على الأَكثَر، واحِدًا واحِدًا، ولْيَكُنْ فيكُم مَن يُتَرجِم.
[28] فإِن لم يَكُنْ مُتَرجِم، فلْيَصمُتِ المُتكَلِّمُ بِلُغاتٍ في الجماعَة ولْيُحدِّثْ نَفْسَه والله.
[29] أَمَّا الأَنبِياء، فلْيَتَكَلَّمْ مِنْهُمُ ٱثْنانِ أَو ثَلاثة ولْيَحْكُمِ الآخَرون.
[30] وإِن أُوحِيَ إِلى غَيرِهِم مِنَ الحاضِرين، فلْيَصمُتْ مَن كانَ يَتَكَلَّم،
[31] لأَنَّه بِوُسْعِكُم جَميعًا أَن تَتَنَبَّأُوا، الواحِدُ بَعدَ الآخَر، لِيَتَعَلَّمَ جَميعُ الحاضِرينَ ويَتَشَدَّدوا.
[32] إِنَّ أَرواحَ الأَنبِياءِ خاضِعةٌ لِلأَنبِياء،
[33] فلَيسَ اللهُ إِلٰهَ البَلْبَلة، بل إِلٰهُ السَّلام.
[34] ولْتَصمُتِ النِّساءُ في الجَماعات، شَأنَها في جَميعِ كَنائِسِ القِدِّيسين، فإِنَّه لا يُؤذَنُ لَهُنَّ بِالتَّكلُّم. وعلَيهنَّ أَن يَخضَعْنَ كما تَقولُ الشَّريعةُ أَيضًا.
[35] فإِن رَغِبْنَ في تَعَلُّمِ شَيء، فلْيَسأَلْنَ أَزواجَهُنَّ في البَيت، لأَنَّه مِن غَيرِ اللاَّئِقِ لِلمَرأَةِ أَن تَتَكَلَّمَ في الجَماعة.
[36] أَعَنكُم خَرَجَت كَلِمَةُ الله، أَم إِلَيكُم وَحدَكم بَلَغَت؟
[37] إِن عَدَّ أَحَدٌ نَفْسَه نَبِيًّا أَو مُلهَمًا أَلهَمَه الرُّوح، فلْيَعرِفْ أَنَّ ما أَكتُبُ بِه إِلَيكُم هو وَصِيَّةُ الرَّبّ،
[38] فإِن أَنكَرَ أَحَدٌ ذٰلك، فقَد أَنكَرَه الله.
[39] فٱطمَحوا إِذًا يا إِخوَتي إِلى النُّبوءَة ولا تَمنَعوا أَحَدًا أَن يَتكلَّمَ بِلُغات.
[40] ولْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ بِأَدَبٍ ونِظام.