< رسالة كورنثوس الأولى 10

Listen to this chapter • 3 min
[1] فلا أُريدُ أَن تَجهَلوا، أَيُّها الإِخوَة، أَنَّ آباءَنا كانوا كُلُّهُم تَحتَ الغَمام، وكُلُّهُم جازوا في البَحْر،
[2] وكُلُّهُمُ ٱعتَمَدوا في موسى في الغَمامِ وفي البَحْر،
[3] وكُلُّهُم أَكَلوا طَعامًا رُوحِيًّا واحِدًا،
[4] وكُلُّهُم شَرِبوا شَرابًا رُوحِيًّا واحِدًا، فقَد كانوا يَشرَبونَ مِن صَخرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَتبَعُهم، وهٰذه الصَّخرَةُ هي المسيح.
[5] ومع هٰذا فإِنَّ اللهَ لم يَرْضَ عن أَكثَرِهِم، فسَقطوا صَرْعى في البَرِّيَّة.
[6] وقد حَدَثَ ذٰلك كُلُّه لِيَكونَ لَنا صورةً، لِئَلاَّ نَشتَهِيَ الأَشياءَ الخَبيثَةَ كما ٱشتَهاها هٰؤُلاء
[7] فلا تَكونوا مِن عُبَّادِ الأَوثان كما كانَ بَعضُهُم، فقَد وَرَد في الكِتاب: «جَلَسَ الشَّعْبُ يَأكُلُ ويَشرَب، ثُمَّ قاموا يَعبَثون».
[8] ولا نَزنِيَنَّ كما زَنى بَعضُهُم فسَقَطَ في يَومٍ واحِدٍ ثَلاثَةٌ وعِشرونَ أَلْفًا.
[9] ولا نُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ كما جَرَّبَه بَعضُهُم فأَهلَكَتْهُمُ الحَيَّات.
[10] ولا تَتَذَمَّروا كما تَذَمَّرَ بَعضُهُم فأَهلَكهُمُ المُبيد.
[11] وقَد جَرى لَهم ذٰلِكَ لِيَكونَ صورةً وكُتِبَ تَنبيهًا لَنا نَحنُ الَّذينَ بَلَغوا مُنتَهى الأَزمِنَة.
[12] فمَن ظنَّ أَنَّه قائم، فلْيَحذَرِ السُّقوط.
[13] لم تُصِبْكُمْ تَجرِبةٌ إِلاَّ وهي على مِقدارِ وُسْعِ الإِنسان. إِنَّ اللهَ أَمينٌ فلَن يأذَنَ أَن تُجَرَّبوا بما يفوقُ طاقَتَكم، بل يُؤتيكُم مع التَّجرِبَةِ وَسيلةَ الخُروجِ مِنها بِالقُدرةِ على تَحَمُّلِها.
[14] فلِذٰلكَ ٱهرُبوا، يا أَحِبَّائي، مِن عِبادةِ الأَوثان.
[15] أُكَلِّمُكُم كما أُكَلِّمُ قَومًا عُقَلاء، فَٱحكُموا أَنتُم فيما أَقول:
[16] أَلَيسَت كَأسُ البَرَكةِ الَّتي نُبارِكُها مُشارَكَةً في دَمِ المسيح؟ أَلَيسَ الخُبْزُ الَّذي نَكسِرُه مُشارَكَةً في جَسَدِ المسيح؟
[17] فلمَّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِد، لأَنَّنا نَشتَرِكُ كُلُّنا في هٰذا الخُبْزِ الواحِد.
[18] أُنظُروا إِلى إِسرائيلَ البَشَريّ. أَلَيسَ الَّذينَ يَأكُلونَ الذَّبائِحَ هم شُرَكاءُ المَذبَح؟
[19] فما المُرادُ مِن قَولي؟ أَما ذُبِحَ لِلأَوثانِ شَيءٌ أَمِ الوَثَنُ شَيء؟
[20] لا، ولٰكِن لمَّا كانَ ما يُذبَحُ إِنَّما يُذبَحُ لِلشَّياطينِ لا للهٍ فإِنِّي لا أُريدُ أَن تَكونوا شُرَكاءَ الشَّياطين.
[21] لا يَسَعُكُم أَن تَشرَبوا كَأسَ الرَّبِّ وكَأسَ الشَّياطين، ولا يَسَعُكُم أَن تَشتَرِكوا في مائدةِ الرَّبِّ ومائِدةِ الشَّياطين.
[22] أَوَ نُريدُ أَن نُثيرَ غَيرَةَ الرَّبّ؟ أَنَحنُ أَقْوى مِنه؟
[23] كُلُّ شَيءٍ حَلال، ولٰكِن لَيسَ كُلُّ شَيءٍ بِنافِع. كُلُّ شَيءٍ حَلال، ولٰكِن لَيسَ كُلُّ شَيءٍ يَبْني.
[24] لا يَسْعَيَنَّ أَحَدٌ إِلى مَنفَعَتِه، بل إِلى مَنفَعَةِ غَيرِه.
[25] كُلوا مِنَ اللَّحْمِ كُلَّ ما يُباعُ في السُّوق ولا تَسألوا عن شَيءٍ مُراعاةً لِلضَّمير،
[26] لأَنَّ لِلرَّبِّ الأَرضَ وكلَّ ما فيها.
[27] إِن دَعاكُم غَيرُ مُؤمِن ورَغِبتُم في تَلبِيَةِ دَعوَتِه، فكُلوا مِن كُلِّ ما يُقدَّمُ لَكم ولا تَسأَلوا عن شَيءٍ مُراعاةً لِلضَّمير،
[28] ولٰكِن إِن قالَ لَكم أَحَد: «هٰذه ذَبيحةٌ لِلآلِهَة»، فلا تَأكُلوا مِنها لأَجْلِ مَن أَخبَرَكُم ومُراعاةً لِلضَّمير:
[29] ولَستُ أَعْني ضَميرَكُم، بل ضَميرَ غَيرِكُم، فلِماذا يَحكُمُ في حُرِّيَّتي ضَميرٌ غَيرُ ضميري؟
[30] فإِذا شارَكتُ في تَناوُلِ شيءٍ شاكِرًا، فلِمَ أُلامُ فيما أَنا علَيه شاكِر؟
[31] فإِذا أَكَلتُم أَو شَرِبتُم أَو مَهما فَعَلتُم، فَٱفعَلوا كُلَّ شَيءٍ لِمَجدِ الله.
[32] لا تَكونوا عِثارًا لِليَهودِ ولا اليُونانِيِّينَ ولا لِكنيسةِ الله،
[33] فإِنِّي أَنا أَيضًا أَجتَهِدُ في إِرضاءِ جَميعِ النَّاسِ في كُلِّ شَيء، ولا أَسْعى إِلى مَنفَعَتي، بل إِلى مَنفَعَةِ جَماعَةِ النَّاسِ لِيَنالوا الخَلاص.